وصل اليوم إلى محافظة سقطرى كل من وزير الدفاع ورئيس الأركان في حكومة (الشرعية) على رأس وفد عسكري كبير، ومعهما قائد ما يسمى قوات الدعم والإسناد للتحالف اللواء سلطان البقمي (سعودي الجنسية).
هذه الزيارة تأتي بعد أربع سنوات على قيام الإمارات وعبر ميليشياتها بإخراج (الشرعية) من سقطرى بالقوة (عام 2019م)، وسط صمت سعودي حينها إن لم يكن أكبر من الصمت خاصة ولها أكثر من ألف جندي هناك تحت مسمى قوات (الواجب).
خلال الأربع السنوات الماضية كانت تبدو سقطرى وكأنها جزيرة إماراتية وليست يمنية، الكثير من المسؤولين الإماراتيين زاروا الجزيرة سرا وجهرا، وقضوا هناك أجمل الأيام، خلال الأربع السنوات كانت أبواب الجزيرة مفتوحة لجميع الجنسيات إلا لأبناء اليمن شماله وجنوبه شرقه وغربة، كان البطل رمزي محروس محافظ سقطرى السابق هو آخر المغادرين لسقطرى من الذين يمثلون (الجمهورية اليمنية)، بعد سيطرة الإمارات عليها وقد غادر حينها سرا بواسطة إحدى السفن، وبخروجه طوي العلم اليمني في محافظة سقطرى ورفع بدلا عنه العلم الإماراتي.
المؤكد أن هذه الزيارة ما كانت لتحدث لولا أن هناك ترتيبات جديدة لملف المحافظات الجنوبية والشرقية من اليمن، وعلى ما يبدو أن السعودية سيكون لها اليد الطولى في تلك المحافظات بعد ثماني سنوات من الهيمنة الإماراتية على معظمها.
هذه الزيارة ما كانت لتحدث لولا وجود خلاف قوي بين الرياض وأبو ظبي بخصوص الملف اليمني، وجود الفريق صغير بن عزيز في هذه الزيارة له أكثر من دلالة ورسالة، أن يكون محافظ سقطرى التابع للانتقالي والذي أعلن كفره بالجمهورية اليمنية بعد تعيينه مباشرة أن يكون على رأس المستقبلين لوفد عسكري يمثل الجمهورية اليمنية يدل على أن مليشيات وقادة (الانتقالي) عبارة عن بيادق صنعها التحالف ويحركها كيف يشاء ومتى شاء، ويبقى السؤال هل سيرتفع العلم اليمني من جديد مع كافة الاستحقاق في هذه المحافظة اليمنية أم سيرتفع بدلا عنه علم آخر؟ الأيام القادمة ستبين ذلك، غير أن الشيء المؤكد أن ما بعد زيارة هذا الوفد لن يكون كما قبلها في هذه الجوهرة اليمنية الواقعة في قلب المحيط الهندي...