تفصلنا أيام ويكتمل عام منذ تشكل المجلس الرئاسي في 7 أبريل عام 2022م، يرى كثيرون مجلس القيادة من حيث الأداء في مستوى ضعيف (وهم على صواب)، مع وجود كل التحديات والعوامل المعيقة داخليا وخارجيا إذ تكمن مهمة أي سلطة في تجاوز المعيقات والمحبطات.
لكن مجلس القيادة يمتاز بقيمة نوعية كبيرة ونادرة وليس من السهولة تكرارها (تمثيل القوى والفرقاء في الساحة الوطنية) في سلطة واحدة تمثل فرصة نادرة لإنجاز بناء مؤسسات وطنية وإعادة بناء هياكل السلطة على الأقل في المناطق المحررة، ما يترتب عليه المضي في مشروع التحرير أو إنجاز سلام عادل ومستدام.
يميل المشتغلون بالتاريخ السياسي إلى تقرير خلاصة (أن أيا من القيادة الجماعية لم تنجح أو على الأقل كان أداؤها ضعيفا).
وفي مواجهة نشوء وتشكل كيانات وقوى عسكرية كان خيار تمثيل كل القوى والتوجهات هو خيار أقرب لتشكيل سلطة وطنية موحدة، وهنا تكمن قيمة مجلس القيادة وأهمية إنجاز هياكل سلطة عسكرية وإدارية واحدة.
إن قيمة كل القوى السياسية والعسكرية بمعزل عن السلطة الوطنية الواحدة هي قيمة صراعية ناتجة عن تقاطعات إقليمية وتتلاشى في أقرب تحول سياسي للداعمين لأنها لا تستند لأي مقومات بقاء ذاتية ولا دواعي وطنية مرتبطة بحاجة الناس ومصالحهم.
وخلال ثماني سنوات من الحرب رأينا كثيرا من تبدلات المعطيات السياسية والعلاقات الثنائية تبعا للمصالح القومية لكل بلد وانعكاساتها على القوى المرتبطة بهذه المعادلات.
ونتيجة لهذه الأسباب تكمن أهمية مجلس القيادة كممثل لكل القوى بإنجاز سلطة وطنية
يمثل فيها الجميع بتوازنات ومصالح عادلة لنعبر فيها حالة (السلطات المتعددة) وهي معرضة للانهيار أو تحولها إلى عصابات محلية بفعل التغيرات الإقليمية الحاصلة، أو بقاءها متعهدا لطرف خارجي دون إحراز أي هدف وطني.
يمكن لمجلس القيادة بالتعاون مع الأشقاء في قيادة المملكة العربية السعودية إنجاز تحول نحو سلطة وطنية واحدة.
سيتعين على مجلس القيادة إدراك قيمته السياسية وأهميته الوطنية بتحويل هذا التمثيل الواسع إلى سلطة وطنية حقيقية، وتجاوز أخطأ الماضي القريب بالبقاء خارج الوطن، والاتكاء على الأشقاء في الإدارة بديلا عنهم.
يمكنكم أن تكونوا الآباء البناؤون لليمن أو شيء آخر.