;
حافظ مراد
حافظ مراد

السلفي والجلة.. علو في الحياة وفي الممات 880

2023-04-13 01:27:34

في ذكرى استشهاد العميد أبو عبدالله قاسم السلفي قائد كتيبة رئاسة الصقور، والعميد حسن عبدالعزيز الجلة قائد كتيبة التحركات باللواء ١٣ مشاه، نستلهم دروس وعبر من قائدين عشقا حب الوطن وقاتلا السلالة الفارسية سويا في خندق واحد، قادا كتائبهم من الجفينة إلى صرواح مرورا بالمخدرة وصولا إلى المشجح وهيلان، وحققا انتصارات عظيمة، ونكلا بقطعان الحوثي ومزقوا أنساقه ثم لقوا الله معاً.

السلفي والجلة علمونا دروسا في الشموخ والإباء والتضحية والفداء والشجاعة والإقدام، تاريخهم حافل بالبطولات تجف الأقلام وتنتهي العبارات ويعجز اللسان عند التحدث عن أولئك العظماء لعظمة أهدافهم ونبل قيمهم وأخلاقهم، عندما انطلقوا لصد جحافل ميليشيا الارهاب لم يبحثوا عن الشهرة ولم يمتلكوا أرصدة بنكية ولم يكونوا يحلمون باستثمارات وعقارات، كان هدفهم كرامة وشعارهم الحرية لذلك قاتلوا بعيدا عن عدسات الكاميرات فلحقت بهم دون معرفتهم ووثقت لهم مشاهد بطولية كنا نظن إنها مشاهد من الخيال لولا أننا كنا في أرض المعركة شهودا، ومن وثقوا المشاهد ثقات، ما جعل المشاهد يصدق أنها من واقع معركة تحرير جبل هيلان.

كان الـ ٢٢ من رمضان ١٤٣٧هـ يوم عصيب وخالد يوم من أيام الله أبلوا القائدان بلاء حسنا واستمرت معركة هيلان لساعات طويلة، ويأتي شخص إلى اللواء عبدالرب الشدادي رحمه الله قائد المنطقة العسكرية الثالثة قائد اللواء ١٣مشاه يخبره بأن القائد أبو عبدالله قاسم السلفي والقائد حسن الجلة قد فروا من أرض المعركة فيرد الشدادي عليه بثقة مطلقة برفاق دربه الصادقين قائلا له: أصمت ما كان لأبي عبدالله ورفاقه أن يتولوا يوم الزحف ولن يحدث ذلك.

 انصرف ذلك الشخص وعقب ساعات مريرة من المواجهات الشرسة يأتي خبر بشرى النصر وتحرير كافة المواقع في جبل هيلان إلى القائد المربي عبدالرب الشدادي وماهي إلا لحظات من بشرى النصر فإذا بالخبر الأخر يزف للقائد بارتقاء الرفيقان القائدان العميد أبو عبدالله قاسم السلفي والعميد حسن الجلة إلى جوار ربهم شهيدين مجيدين مقبلين غير مدبرين في جبهة هيلان صباح يوم الاثنين ال ٢٢ من رمضان ١٤٣٧هـ فيكبر ويقول: "رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه" لقد صدقهم الله الوعد اللهم الحقنا بهم وارزقنا ما رزقتهم".

تم إخلاء جثامين القائدين من المواقع القتالية في جبهة هيلان وعند تفتيش ملابسهم وجدوا وصاياهما فالشهيد أبو عبدالله السلفي أوصى رفاق السلاح بالاستمرار على الدرب حتى اجتثاث السلالة الفارسية من اليمن وأوصى بتسليم كل أثاث منزله ومطبخ بيته للكتيبة التي كان يقودها كون منزله المستأجر بمثابة مؤخرة استراحة لمقاتليه فكان قائد الجند في المعركة وأهل بيته يصنعون الطعام للمقاتلين وكذلك أوصى بتسليم الطقم وعهدة السلاح للقائد الخلف فهي ملك الدولة وأن يدفنوه بقبر لا علامة عليه وكان لزوجته وأولاده وجنوده ورفاقه نصيب من الوصية فيأتوا بالوصية للقائد الشدادي فدمعت عيناه ويقول: رحمك الله يا أبا عبدالله فأنت مدرسة حيا وميتا ويوجه بعفو أسرة الشهيد من تسليم الأثاث ويأمر بشراء أثاث آخر للكتيبة ويسلم عهدة الوسائل والسلاح للقائد الخلف العقيد معين الواري الذي كان له نصيب من النضال والكفاح على درب من سبقه حتى لقي الله شهيدا مجيدا في ٥/٣/ ٢٠٢١ بذات الجبهة.

*أما الشهيد العميد حسن الجلة* فهو سفر آخر من النضال لا زالت كلماته تدوي في مخيلتي إلى الآن ولن أنساها حتى لقاء الله وهو يوصي من حوله قائلا "إذا أردنا ان ننتصر على أعداءنا السلالة الفارسية علينا أن نقدم التضحيات الجسيمة ولا نبالي وعلى كل بيت في اليمن أن يجود بأغلى ما يملك وما يحب من أجل الوطن ومستقبل الأجيال، وأن النصر الحقيقي لن يكون إلا في معركة يمنية خالصة" وفي يوم استشهاده يذهب يودع رفيق دربه قائد معسكر لـ١٣مش ويقوله لن أعود اليوم فسأكون في ضيافة الكريم الرحيم ويوصيه بإرشاد أولاده من بعده وكل الناس إلى عمل الخير والجهاد والدفاع عن الوطن والدين والحفاظ عن الكرامة والحرية.

 خاض القائد العميد الجلة معارك الكرامة والحرية من محيط مدينة مأرب حتى قمة جبل هيلان بحنكة عسكرية يتقدم الصفوف ويقصف الرؤوس ويشد العزائم ويرفع الهمم لم يهادن أو يتراجع، حتى جاد بروحه الطاهرة ودمه الزكي من أجل دينه ووطنه ومستقبل شعبه وأمته فصدق الله فصدقه.

رسم خط الحرية وشق طريق المجد ليواصل نجله سليم حسن الجلة المسير على ذات الطريق حتى ارتقى شهيدا مجيدا في ١/١١/٢٠١٧ رحمهم الله جميعا واسكنهم الفردوس الأعلى.

shape3
الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد