تسعى السعودية لتجميد فوضى المنطقة التي بدأت مع ثورات الربيع العربي، ولذلك هي تتجه لإعادة إدماج النظام السوري في المحيط العربي وهو هدف إيراني تسعى إليه كون نظام بشار الأسد حليف مهم لطهران، لكن لا أحد يعرف ما هو المقابل لهذه الخطوة، هل مثلا إرغام الأسد على التعاطي مع المعارضة وإجراء انتخابات حقيقية؟ أم المقابل قبول إيران تسليم الملف السوري إلى السعودية؟ أم المقابل في اليمن ؟
إذا كان مقابل هذه الخطوة في اليمن، كان يفترض أن دعم المملكة لإعادة تأهيل نظام بشار الأسد، يقابله اعتراف إيراني بشرعية المجلس الرئاسي والحكومة المعترف بها دوليا في اليمن!
لكن بالتأكيد هناك تفاصيل لا نعلم عنها شيئا، إذ أن ذهاب السعودية لحليف إيران في سوريا وإعادته كممثل شرعي ، وذهابها إلى الميلشيات الحوثية في اليمن حليفة إيران ، لا يعد في الظاهر إلا أنه تنازلات سعودية لإيران ، فهل الثمن الذي تسعى له الرياض السلام في المنطقة لأنها ستكون الكاسب الأكبر بحكم أنها صاحبة أكبر الاقتصادات والمتطلعة لتحقيق خطتها الطموحة 2030 ؟ أم أن هناك تقاسم حقيقي بين إيران والسعودية في النفوذ ؟ على أن يكون الملف السوري واليمني بيد الرياض والعراقي واللبناني بيد طهران ؟!
الحقيقة أن الدبلوماسية السعودية الجديدة أربكت كل المحللين الذين يحسبون التوازنات بناء على تحقيق المصالح؟ فيبدو أن الرياض قبلت أن تستثمر في تقليل المخاطر بدون ولو بدون أرباح آنية، على أنها تسعى لتحقيق أرباح استراتيجية!