أخي الحبيب يا من هجرت من وطنك لسبب أو لآخر إياك ثم إياك أن تتحول إلى مخبر ضد أصحابك وأبناء وطنك فتحصي عليهم كل شاردة وواردة وترفعها إلى هذه الجهة أو تلك بقصد
الإضرار بهم والانتفاع من وراء ذلك فإن هذا يغضب الله، إياك ثم إياك أن تجلس في مجلس ثم تسجل ما يدور فيه من نقاش بقصد الإضرار بمن تختلف معه أو لا تطيقه فإن ذلك يغضب الله، إياك ثم إياك أن تنضم إلى هذه المجموعة او تلك في مواقع التواصل ثم تقوم بتصوير ما يدور فيها من نقاش وترسله الى جهات معينة فإن ذلك يغضب الله، اياك ان تتصل بشخص معين ثم تقوم بتسجيل ما يقوله عن طريق الهاتف، لا تفعل ذلك فإن هذا يغضب الله.
تذكر أن من تحاول الإضرار به لديه أطفال ينتظرون عودته وأسرة هو من يعيلها، لا تعتقد أنك مكان احترام عند الجهات التي توافيها لا والله بل إنهم ينظرون إليك كمرتزق رخيص خائن أجير حتى وإن أظهروا لك خلاف ذلك، وعليك أن تدرك أن هؤلاء قد فارقوا ديارهم ووطنهم ويعانون من قسوة الحياة فلا تتقرب بأذيتهم زلفى، ومع ذلك والله لن يحدث إلا ما قدره الله.
ستمضي الأيام والشهور والسنون وقد يصحى ضميرك ذات يوم ثم تتذكر فلان الذي وشيت فيه وفلان الذي تسببت في سجنه، وفلان الذي تسببت في طرده أو قطع ما يتحصل عليه من مساعدة، عندها ستندم ولكن حين لا ينفع الندم، وستجدهم أمامك ينتظرونك أمام ملك الملوك الذي لا يظلم عنده أحد.
وقبل هذا كله ستجد تصرفاتك وأعمالك هذه ينعكس أثرها السلبي على حياتك وحياة أولادك ويكون الثمن غاليا وغاليا جدا، كما قلنا ستمضي الأيام ولن يحدث إلا ما قدره الله وأراده.
فمسكين من سار على درب الارتزاق، مسكين ثم مسكين من يعتقد أنه لن يستطيع أن يحصل على المال والسكن إلا من خلال أذية الآخرين والإضرار بهم فلا شك أنه ظالم لنفسه وأولاده.
فيا من تسير على هذا الدرب اتق الله وارحم نفسك وارحم أولادك، كلامي هذا موجه لمن في الخارج ولكنه أيضا ينطبق كذلك على من في الداخل وعلى كل مكان فالظلم هو نفسه الظلم والخسة هي نفسها الخسة لا تتقيد بزمان ولا بمكان.