جماعة الحوثي هي جماعة خارج التطور الطبيعي للتاريخ، جماعة بدائية فكرا وسلوكا تضيق بما يتعارف عليه الناس وتحاول إعادة إنتاج الماضي وبعنصرية سافرة
كانت هذه الجماعة قد خدعت الناس عندما انخرطت في خياراتهم الرافضة للاستبداد والتطرف، لكنها ما لبثت وانكشفت عن حقيقتها ضد خيارات الناس في الجمهورية والديمقراطية كوسيلة مثلى أثبتت نجاحتها في عملية التبادل السلمي للسلطة وطريقة اختيار الحاكم عبر صناديق الاقتراع
ولأنها ارتكبت هذه الفظائع فكان من الطبيعي من جماعة كهذه أن تنكل وتقمع فئات الصحفيين والمنشغلين بالإعلام
قمع الصحفيين واعتقالهم في أي بلد مؤشر على أن نظام الحكم أو الجماعة المستأثرة بالحكم قمعية ومستبدة وتتقاطع مع قيم العصر.
سعت جماعة الحوثي لإلغاء دور نقابة الصحفيين اليمنيين المعترف بها التي تقوم بالدفاع عن الصحفيين والناشطين عبر إنشاء كيان آخر غير معترف به وعينت قيادات حوثية عليه
كما سخرت المؤسسات الإعلامية بكافة أشكالها بعد نهبها لخدمة الجماعة وأفكارها الطائفية خاصة الإذاعات ومكاتب القنوات الفضائية وأغلقت كافة الصحف وسطت على أسماء بعضها التي كانت مرخصة كما صادرت أجهزة بث إذاعات أف أم وحجبت المواقع الإلكترونية وشردت الصحفيين واعتقلت عددا كبيرا منهم وعرضتهم لأبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي ناهيك عن الإخفاء القسري دون أي تهمة سوى أنهم صحفيون يعانون من ظروف صحية سيئة دون أدنى مراعاة لحالتهم الإنسانية ولا تسمح لهم المليشيا بعرضهم على أطباء أو إسعافهم أو إدخال الأدوية لهم، ووضعهم في أماكن خطرة كدروع بشرية لأهداف عسكرية إضافة إلى قتل الصحفيين بطرق مختلفة كمسمومين أو بطرق أخرى غامضة.
زعيم الجماعة الحوثية بنفسه حرض على قتل وسجن الصحفيين في خطاباته ووصفهم الصامتين والمحايدين، وميليشياته تعد قتل الصحفيون أثناء تغطيتهم لأحداث المعركة انتصارا كبيرا، بينما المملكة العربية السعودية عندما أنزلت قائمة المطلوبين المتورطين بجرائم إرهابية من قيادة الجماعة لم تنزل اسم محمد عبدالسلام الناطق باسم المليشيا لاعتباره إعلاميا رغم أنه يعتبر الرجل الثالث في الجماعة إن لم يكن الثاني.
الإعلاميون أكثر شريحة تضررت بسبب الحرب وخاصة الفئة التي لا تدين بالولاء للأحزاب السياسية، وأصبح الوضع مركبا بسبب الإدلاء بالرأي وفي خانة الانتظار موت وتشريد وإخفاء ومحاكمات ظالمة.
أدعو اتحاد الصحفيين العرب والاتحاد العالمي للصحفيين وكل المنظمات المعنية بحقوق المنشغلين في الصحافة والإعلام إلى اتخاذ التدابير التي من شأنها حماية الصحفيين اليمنيين وتشكيل لجان لزيارة المعتقلين والضغط على جماعة الحوثي الإرهابية للكشف عن المخفيين قسرا وتوفير فرص العمل في مجال الاختصاص لغالبية الصحفيين الذين فقدوا وظائفهم.