عضو مجلس القيادة الرئاسي ونائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي(انفصالي) عبد الرحمن المحرمي، في تغريدة له انتقد فيها رئيس الوزراء الدكتور معين عبد الملك، دشن عهداً جديداً من دوره الذي اكتنفه الصمت صوتاً وصورةً معظم سني الحرب، التي كان فيها طوع ولي الأمر العابر للحدود ينفذ كل ما يريده منه دون نقاش، بما في ذلك الانتهاكات الفظيعة التي تورط فيها هو وهاني بن بريك ضد اليمنيين خصوصاً في مدينة عدن.
يبدو أن المحرَّمي يجرب نفوذه الرئاسي لأول مرة، ولكنه للأسف أخطأ في التقدير، فقد تسور الجدار القصير لكي يثبت أنه قائدٌ وأنه في طريقه إلى أن يصبح من آباء المشروع الانفصالي استناداً إلى نفوذه في هرم الدولة اليمنية المغدورة. والأهم أنه يكشف عن عقدة صراع جديدة تحكم سياسات وأولويات قطبي التحالف في اليمن.
لكنه نسي أن أولوياته كزعيم حرب أن يحرك ألوية العمالقة التي يقودها إن استطاع إلى ذلك سبيلاً، لكي يحرر منشآت تصدير النفط في الموانئ الشرقية للحصول على موارد من الضغط العسكري الجوي لكي تستطيع الحكومة تلبية متطلبات الناس الحياتية الملحة وضمان إمدادات الطاقة الكهربائية للمدن التي تكتوي بحر الصيف القائظ المميت، وإلا كيف وبأي وسيلة تريدون من رئيس الوزراء أن يحول كلامه إلى أفعال.
أيها الطارئ على السلطة وشؤونها وشجونها، أن تُصغِّرْ من شأن رئيس الوزراء، فلا يعني ذلك أنك أخليتَ مسؤولية القطيع الكبير من المقاتلين الانفصاليين الذين يكتمون أنفاس عدن ومسؤولية مجلسك الانتقالي الذي يحول دون فرض سلطة الجمهورية اليمنية على أراضيها، تجاه المواطنين الذين يئنون تحت وطأة الفقر وذل الحاجة عبر صرف الأنظار نحو رئيس الوزراء المكبل اليدين الخالي الوفاض.
وأخيراً ما الذي يقصده آخر الساقطين في مستنقع الانفصال وتفكيك الدولة من عبارة "بلا حس وطني" التي وصم بها رئيس الوزراء، هل تنصرف في دلالتها إلى اليمن أم إلى الوطن المتخيل في ذهنية انفصالي المجلس الانتقالي، ويسعى إلى اقتطاعه من جسد اليمن المثخن بالجراح؟.