لا يكف المشتغلون في إطار المشروع الانفصالي عن محاولات الترميم اليائس لسردياتهم المتصدعة حول الاستعمار اليمني، والمكابرة عن القبول بالهزيمة المتوقعة لمشروعهم في حضرموت، والذي يشكل في نظري نتيجة حتمية للتخادم الأعمى مع الأجندات الخارجية التي أصبحت عدوانية وعنيفة وبراجماتية، رغم كل العواطف والمشاعر والقيم المشتركة.
يرددون دون توقف عبارة أن الشماليين سلموا بلادهم للحوثيين وجاؤوا بكل إمكانياتهم لاحتلال حضرموت والجنوب كوطن بديل، وكأن ساحة المعركة في الشمال غير مناسبة، أو أن تضاريسها وعرة قليلاً لهذا اختاروا أن يفرضوا نفوذهم في الأودية والأراضي المنبسطة والهضاب المستوية.
يتصرفون وكأن الجمهورية اليمنية غير موجودة ولم يعد لها كيان قانوني في المنظومة الدولية، ويريدون، وبالتخادم طويل الأمد مع الخارج، تمييع القضية الجوهرية، وهي أن الحرب تدور عملياً وفعلياً على رؤوس الأغلبية العظمى من اليمنيين المؤيدين للتغيير وليست ضد الجماعات التي هي جزء من المقاولة الإقليمية العدوانية ضد الشعب اليمني.
هذا المنطق يحاول ظاهريا أن يتحلل من مفردات الخطاب البذيء عن غرف النوم غير المحررة الذي ساد طيلة السنوات الماضية، لكنه في المحصلة يؤدي إلى نفس النتيجة المبتذلة، وهي أن أكثر من 25 يمنيا جبناء ويتربصون بالواحة الجنوبية المحررة والمزدهرة ويحاولون اغتصابها كوطن بديل.
هذا المنطق أيضاً يتطاول على وطنية وإرادة وشجاعة الرجال الذين يواجهون جماعة وضعت يدها على إمكانيات الدولة اليمنية العسكرية والمالية والاقتصادية والبشرية في شمال البلاد، بدعم من الزمرة الإقليمية الحاقدة والمتربصة التي انتهزت موجة الربيع لتضرب إرادة الشعب في التغيير والحرية والكرامة.
المعركة مع جماعة الحوثي الانقلابية هي معركتنا الأساسية ولن نحيد عنها، رغم الزوبعة التي مافتئ المقاولون الانفصاليون البائسون إثارتها تحت إغراءات الدعم المفتوح من ذات المنظومة الإقليمية الموتورة والحاقدة.
شعار الانفصاليين: نحن شركاء التحالف في مقاتلة الحوثيين لكننا نريد دولتنا قبل هزيمتهم، أليس هذا تخادم خبيث ولئيم من طرف يوظف إرادته المنقوصة المشوهة في دعم المجرمين وإلحاق الأذى باليمنيين.
