الحوثي والانتقالي وجهان لعملة واحدة، كلاهما يعمل على الأرض وبتفان لتدمير البلاد وتقسيمها وتقديمها للطامعين على طبق من ذهب.
- الحوثي يمارس الانفصال على الأرض بكل الإجراءات والممارسات التي يفعلها كل يوم، في المقابل حوّل الوحدة لشعار يدغدغ به عواطف البسطاء ويشتري ولائهم لسلطته الانعزالية المذهبية الفاشية.
- الانتقالي يدعو للانفصال ويرفع رايته في برامجه وشعاراته ويدغدغ به عواطف من لا زالوا يحلمون بالجنوب لكن وتحت هذه الراية يمارس القتل والسرقة والنهب والعنصرية المناطقية بكل أوجهها القبيحة والجنوب أبعد ما يكون عن كل أفعاله وسلوكه.
كلا الحركتين ولدتا في ظروف تآمرية مشبوهة كبيادق لمصالح من يمولهما ويقف خلفهما وسيظل وجودهما يعتمد على القوة فقط.
الأحزاب السياسية التي يفترض بها أن تكون الحامل السياسي للقضية الوطنية هي الأخرى أضحت أسيرة لمصالح قياداتها الذاتية الذين سلموا قرارها للخارج.
لا حل من هذا الوضع المتشظي، المتردي والمخيف الذي فرضته المليشيات بقوة سلاح الخارج وأمواله إلا بميلاد تيار وطني حقيقي يمثل اليمن وسيادتها ومصالح شعبها بطرح خيار السلام-على الأجندة الإقليمية والدولية- الذي يفضي إلى تسوية عادلة تبدأ بفترة انتقالية نستعيد فيها الدولة ومؤسساتها ثم نشرع في بناء الدولة الاتحادية الجديدة وفقًا لمخرجات الحوار الوطني مع عدم استبعاد الخيارات الأخرى أن فشل خيار السلام..
لا حل إلا هذا وإلا فإن الكانتونات الممُثلة اليوم في مجلس القيادة الرئاسي ستتحول غدا إلى دويلات عند انهيار المجلس وهذا أمر ليس مُستبعد لأن المجلس معطل عن العمل بفعل تضارب مصالح أعضاءه من قادة الكانتونات وخلاف دولتي التحالف، وعليه فإن المسؤولية جسيمة أمام الوطنيين الشرفاء ليتحملوا المسؤولية ويحموا بلدهم من الوصول لمرحلة الدويلات التي سيكون العودة عنها أن وصلنا لها صعبا ومكلفا إن لم يكن مُستحيلا على الأقل خلال الخمسين سنة القادمة، وهذا ما تسعى له قوى محلية وإقليمية ودولية لها مطامع في هذا البلد أن كنتم لا تعلمون!