الانقلابات التي تعرضت لها الحكومة من قبل؛ في عهد بن دغر، ومنْع الرئيس هادي من البقاء في عدن، ابتداء بمنع طائرته من الهبوط في عدن في 2018، كل ذلك من صنع التحالف؛ وبتدبير منه، أو رضاً. وأظن تحالفاً من هذا القبيل، لدعم الشرعية، لا يُعرف إلا في الحالة اليمنية، وفي عصرنا العربي الغريب العجيب.
ضغَط التحالف في إشراك الانفصاليين في الحكومة، وما كان من هادي إلا الإذعان، وكان يجب أن يرفض بشكل قاطع (عبرت عن الاعتراض، في حينه، وقلت؛ هنا؛ بأن شراكة الانتقالي في الحكومة يجب أن تكون مشروطة بتخليه عن مشروع الانفصال) وكذلك كان يجب أن تفعل الأحزاب المشاركة في الحكومة؛ لكنها كلها قبلت، وأذعنت للضغوط.
إشراك الانفصاليين في الحكومة لم يحدث في أي بلد وعبر التاريخ، إلا في اليمن!
في عهد هادي، كانوا يقولون إن التحالف لم يجد شريكاً مناسباً، وكان كثيرون يظنون أنه بمجرد تغيير هادي، ستمضي الأمور في الاتجاه الصحيح؛ وسوف يتم تحرير صنعاء وغيرها، ولكن كل شيء يمضي الآن بتسارع في الاتجاهات الخطأ. وقد اتضح أن الرغبة تكمن في إيجاد من يسمع ويطيع دون إبطاء أو تسويف أو نقاش، وبغض النظر عن مصلحة اليمن.
على الرغم من قصور هادي المؤكد وأخطائه الكثيرة، لكنه كان لا ينفذ كلما يطلب منه ببساطة وسرعة وخفة مثلما يفعل الخلف.
كثيرون غير الدكتور معين لن يقبلوا تشكيل حكومة، تكون إرادة الخارج فيها هي النافذة، ومصالحه هي المقدمة على مصالح اليمنيين، لكنه لأسبابه الخاصة، قَبِل. وقد قيل عن تعيينه الكثير، وكان قريباً من الانتقاليين، ومرضياً عنه من قبلهم، وكذلك من قبل التحالف، وقدم للانتقالي، كل شيء، لكن ذلك لم يشفع له عندهم في النهاية. ينطبق الأمر على العليمي، الذي اتخذ قرارات كثيرة لصالح الانفصاليين، وأصدر تعيينات عديدة، وتبنى مواقفاً في مصلحتهم، لكنهم في الأخير لن يرضوا عنه، وقد بدت بوادر ذلك.
لأسباب مشبوهة، يُترك الحبل على الغارب للفوضى، لتقويض ما تبقى من الدولة في اليمن.
وإذا لم نقل نحن الآن، فسيقول التاريخ: إنه على أيدي الحوثيين والتحالف العربي، تم تقويض الدولة اليمنية.
الحوثي معروف عند القاصي والداني، بتطرفه وعدميته، مثله مثل التنظيمات المتطرفة الأخرى، أما التحالف العربي فأمره محيِّر، ولا شك أنه يدرك ويفهم ما يفعل. ويكفي أنه صنع كل هذه المليشيات المتناحرة بدلا عن تبني دعم جيش وطني واحد بعقيدة وطنية واحدة من كل اليمن. وكوَّن من كل هذه المليشيات والتناقضات والتضاربات والتناحرات، مجلس رئاسة ثماني، فشل من أول يوم؛ منذ أداء القسم!