المساجلات الإماراتية والسعودية غير الرسمية، تبرهن على أن العلاقات بينهما ليست جيدة. ثمة انعكاسات على الواقع ساهمت في تعطيل المشروع المشترك للبلدين وعززت حقيقة الخلاف وجديته.
المساجلات تقر بكل الذي كنا نتحدث عنه بشأن النوايا السيئة للتدخل العسكري لما سمي تحالف دعم الشرعية.
تصرفت الإمارات طيلة السنوات الماضية بعدائية كبيرة وبوضوح تام تجاه اليمن ووحدته، ورسخت أسس تقسيم اليمن وأنتجت القوة الضامنة لاستدامة المشروع الانفصالي المعطل، وكانت الذريعة هي محاربة الإرهاب والإخوان، وهو هدف مشترك بين الرياض وأبو ظبي.
تبدو السعودية غير مستعدة للاستمرار في التشاركية المغلفة بالحيطة والحذر مع الإمارات، أو التغطية على مخطط من الواضح أنه يأخذ جزءا من اليمن بعيدا عن أهله ويستحدث مسرحا لنفوذ تمارسه الإمارات بالوكالة عن القوى الدولية، وتبدو معه الرياض عاجزة عن التصرف حتى فيما يخص حدودها الجنوبية.
إننا نرى بالفعل بعض العوائد الإيجابية لهذا التباين الذي يكاد يصل حد القطيعة، بين الرياض وأبو ظبي، وتفضحه مساجلات الناشطين من البلدين على مواقع التواصل الاجتماعي. فقد نجح مجلس حضرموت الوطني في تعطيل المشروع الانفصالي، الذي تحاول أبو ظبي ضخ الحياة في عروقه، بوسائل عدة.
من بين هذه الوسائل إعادة تصدير الواجهة السياسية للمشروع الانفصالي إلى الخارج، كالزيارة المرتقبة لعيدروس الزبيدي إلى الولايات المتحدة.
لا شيء يربك الحسابات السعودية والذي يدفعها إلى اللجوء إلى الخيارات السيئة وربما الانتحارية في اليمن، أكثر من بقاء المشروع الانفصالي خارج السيطرة.
وكل ما نتطلع إليه هو أن يتم احتواء هذا المشروع وتجريده من الإمكانات التي وضعت بين يديه خلال الفترة الماضية. على أن ذلك غير كاف لإثبات أن الرياض تتصرف من منطلق أخلاقي تجاه اليمن، إذ عليها أن تحسم أمرها فيما يتعلق بتنفيذ أهداف تدخلها العسكري وفي المقدمة الدعم الحقيقي لمعركة دحر الانقلابيين الحوثيين واستعادة الدولة.
