لا يزال اليمن يمضي إلى ما هو أسوأ في أزمته الإنسانية الأسوأ في العالم، فالعملة الوطنية لا تزال تفقد قيمتها بشكل مستمر بعد الانهيار الكارثي الذي أفقدها 6 أضعاف قيمتها. يوما بعد آخر تتقلص الحياة أكثر وأكثر حول الإنسان اليمني وتضيق الخناق عليه رغم صراعه المستمر لتوسيع نطاقها والحفاظ على قدرة البقاء عليها بجهوده الذاتية دون مساعدة ولا أمل يلوح في الأفق لانتشاله من تلك الأزمة الإنسانية المميتة.
والأسوأ من ذلك أن من يجب عليهم مساعدة المواطن اليمني وتوسيع نطاق الحياة لديه هم من يقلصها ويضيق دائرتها ويجعله يقف عاجزا أمام متطلباتها الأساسية والضرورية.
انهيار العملة أسوأ من انقطاع المرتبات وهو الكارثة الأسوأ والأشمل فهو يضر بالجميع الموظف والعامل، فكلما فقدت العملة قيمتها فقد راتب الموظف قيمته الشرائية حتى وإن كان مستمرا فلا يغطي احتياج الأسرة ويبقى رقما فقط، حتى وإن كانت هناك معالجات لرفع المرتبات وهي لا توجد ولم تصرف أصلا، فتلك المعالجات لن تشمل العامل بالأجر اليومي. كلما انهارت العملة كلما أصبحت الحياة مكلفة فالمرتبات لا تغطي احتياجات الحياة الضرورية والأعمال تصبح شحيحة أكثر وأكثر وحركة البيع والشراء تنخفض جدا في السوق.
استمرار انهيار العملة وانقطاع المرتبات، وارتفاع الأسعار، وشحة فرص العمل، وانخفاض المساعدات رغم أنها غير مجدية، وإغلاق الطرق وتحويلها إلى طرق بعيدة ووعرة؛ كل هذه عوامل رئيسية تقلص الحياة في اليمن، وهي نتاج لاستمرار الانقلاب واستمرار سيطرته على عاصمة ومؤسسات ومواني الدولة، وفشل الشرعية في إدارة الموارد في المناطق الواقعة تحت سيطرتها عجزها عن استئناف تصدير النفط والغاز وتعزيز موارد الدولة ورفد الخزينة العامة بالعملات الأجنبية.
ماذا يريد العالم من اليمن حتى يزيد من تقليص الحياة فيه وتضييق الخناق على شعبه...؟؟ وهل عجز عن حل تلك الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم أو حتى وقف تفاقمها...؟؟.
وهل هناك قدرة لا تزال لدى الشعب اليمني لتحمل ما هو أسوأ من واقعه اليوم...؟؟.
لن تكون هناك حلول مجدية أبدا لإنقاذ الوضع الإنساني الكارثي المميت في اليمن، دون امتلاك القدرة على استئناف تصدير النفط والغاز ورفد الخزينة العامة بالنقد الأجنبي، دون ذلك مهما قدم العالم من مساعدات لن تكون مجدية ولا منقذة.