أن الحديث عن 26 سبتمبر كمن يشرب من ماء زمزم لا يرتوي منه الإنسان حتى يشتاق إليه مرة أخرى. وبما أننا في شهر سبتمبر العظيم فسوف نسلط الضوء على بعض أعلام سبتمبر.
ولا شك ولاريب أن باكورة هؤلاء الأعلام هو الزعيم المشير عبد الله يحيى السلال قائد ذاك اليوم الرهيب وأول من جلس على كرسي أول رئيس جمهورية في تاريخ اليمن.
السلال من مواليد قرية شعسان في مديرية سنحان محافظة صنعاء. وقد التحق بداية حياته بمدرسة الأيتام وبعد الانتهاء من الثانوية كان أحد المبتعثين للدراسة في أول بعثة عسكرية إلى العراق عام 1934م. تخرج من هناك عام 1937م، عادة البعثة العسكرية من العراق بأفكار جديدة وعرف أفرادها الفرق الشاسع بين ما كانت تعيشه بلادهم مقارنة بغيرها...
لم يتحمس الإمام يحيى كثيرا لعودتهم رغم أنه من أمر برجوعهم قبل الموعد المقرر لهم، لم يجدوا مناصب تناسب تخصصاتهم. عين السلال مدربا للعكفة وهم حرس الإمام يحيى.
وعانا منهم كثيرا وبعد فترة قصيرة تم اعتقاله في سجن الرادع بصنعاء مع العديد من زملائه منهم المناضل أحمد حسين المروني بعد أن قاموا بنزع الإعلام الإيطالية والذي كان الأفراد من الإيطاليين يضعونها فوق دراجاتهم عند التجول في شوارع صنعاء (كان الاياطاليون آن ذاك لهم نشاط واسع في اليمن) وقد اعتبر السلال ورفاقه رفع الإعلام الإيطالية في شوارع العاصمة اليمنية من دون مناسبة انتقاص من السيادة اليمنية.
وبسبها مكث السلال ومن معه في سجن القلعة سنة كاملة، وسجن بعدها أكثر من مرة لأسباب مختلفة كان أطولها في سجن نافع الشهير بمدينة حجه بعد فشل ثورة 1948م حيث سيق إلى ذلك السجن العشرات من أحرار اليمن وقادتها وأعدم منهم الكثير هناك.
مكث الزعيم السلال في السجن سبع سنوات مع العديد من رفاقه الذين نجوا من سيف الإمام أحمد.
وتم إطلاقهم أثناء قيام حركة 1955م في تعز وكان الإطلاق عن طريق الأمير محمد البدر نجل الإمام أحمد الذي كان محاصرا في قصره حينها من قبل الجيش بمدينة تعز. بقيادة الزعيم الثلايا ... شخصية بحجم الزعيم السلال لا يمكن اختصارها ببضعة أسطر.