كل المؤشّرات تذهب إلى أنه سيبدأ في غضون ساعات، من دون استبعاد تأخّره لبعض الوقت؛ تبعا لحسابات العدو.
العدو يدرك أنه لا يمضي نحو نزهة عسكرية، وداعموه يدركون ذلك أيضا، والأنباء أن تكنولوجيا جديدة قد تمّ جلبها من أمريكا وبريطانيا للمساعدة. المقاومة لم تستبعد هذا الاحتمال، بل كان مرجّحا عندها، وهي استعدت لذلك بكل ما تملك من قوة وإرادة.
والأخيرة هي الأهم في السياق، لأن ميزان القوة من حيث العدد والعتاد مختلّ على نحو واضح لصالح الغزاة. هنا في غزة أبطال بروح معنوية واستشهادية عالية جدا، خلافا لطرف آخر جبان ومهزوم، وأن حفزته مشاعر الثأر.
"حماس" لم تكشف كلّ أوراقها، وهي اقتصدت في الردود خلال الأيام الماضية، وبالطبع استعدادا للأهم. من الصعب الجزم بكلّ مجريات المعركة، لكن المؤكد هو أنها ستكون حربا ضروسا؛ ربما لم يعرفها العدو من قبل.
سؤال مشاركة حزب الله سيبقى مطروحا، لكنه مجرّد احتمال، وقد يعتمد على مجريات المعركة. الحزب يدرك أن التخلّص من سلاح حماس، يعني أنه سيكون التالي لأن الكيان لا يريد قوة عسكرية بإمكانات كبيرة بجواره. هذا الأمر قد يدفع الحزب للمشاركة إذا تفوّق العدو، لكن حسابات التهديد الأمريكي والغربي والتبعات، مع حسابات الوضع الداخلي اللبناني المعقّدة، قد تمنعه.
"حماس" لا تعوّل على ذلك، ولم تدخله في الحساب، لأنها تدرك أنه مجرّد احتمال.
في أي حال، فإن ملحمة 7 أكتوبر لن تغادر تاريخيتها وعظمتها، أيا تكن السيناريوهات، وستبقى كما ذهب كل الأحرار؛ تاريخا مفصليا يؤشّر لحتمية التحرير القادم؛ بإذن الله.