كل إنسان على وجه الأرض لديه ضمير سواء مسلم أو غير مسلم شعر بالإهانة مما يتعرض له الإنسان في غزة من إبادة جماعية من قبل إسرائيل برعاية أمريكية... دول عظمى تحاصر شعبا أعزل داخل مدينة صغيرة تقطع عنه الماء والغذاء والكهرباء والدواء وتقصفه بالأسلحة المحرمة في المنازل والمدارس والمستشفيات تقتل الأطفال والنساء والمرضى وكبار السن... شعر العالم بصدمة من موقف الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ودعمه المباشر والصريح لإسرائيل في حربها على الشعب الفلسطيني، وبكل وقاحة ودون حياء أو خجل أصبح جو بايدن الراعي الرسمي لقتل الأطفال والنساء والمرضى وكبار السن بشكل جماعي داخل المستشفيات.
الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل هو من شجعها على شن حرب إبادة ضد المدنيين في غزة... هو من شجعها على قطع الماء والكهرباء والغذاء والدواء على قصف المستشفيات.
ما يراه العالم اليوم هو سقوط مدوي للرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي بات مجرم حرب من الطراز الأول، وبحق شعب أعزل يقطن مدينة محاصرة.
لو كانت تلك الحرب التي يدعمها بايدن ضد دولة لديها جيش وسلاح وحلفاء وإمكانيات حرب مكافأة وحدثت هذه الإبادة والجرائم، لكان الأمر هين... لكن مجرم حرب وقح متبجح ومقزز، ضد مدنيين داخل مدينة محاصرة في دولة محتلة لا تملك وسائل الدفاع.
حتى وإن لم تحدث جرائم الحرب البشعة التي طبعت في الأذهان صورة بايدن كمجرم حرب يمعن في قتل النساء والأطفال والجرحى والمرضى وكبار السن داخل المستشفيات وباتت هذه الصور الدموية المؤلمة مرتبطة بتاريخ بايدن وتطغى على سيرته الذاتية... فلا توجد شرعية تمنح الإدارة الأمريكية شرعية دعم إسرائيل.
جو بايدن الذي هو من أصول أوروبية في حال قرر العودة إلى موطنه الأصلي في أوروبا أي شرعية سيستند إليها وهل يحق له ولملايين الأوروبيين الذين يقطنون أمريكا العودة إلى موطنهم الأصلي أوروبا بقوة السلاح كما يفعل الصهاينة بدعم غربي من احتلال واستيطان لأرض شعب فلسطين بحجة أنها موطنهم الأصلي قبل أكثر من 2000 عام؟؟!.
لا يوجد قانون دولي أو ديني يشرعن دعم عودة الإنسان إلى موطنه الأصلي الذي كان يعيش فيه أجداده قبل عشرات أو مئات أو آلاف السنين، حتى اليهودية نفسها تحرم ما يقوم به الصهاينة من احتلال لأرض فلسطين وتهجير أهلها منها.
اليهود الذين يؤمنون بالتوراة يقولون إن ما يقوم به الصهاينة اليوم من احتلال لأرض فلسطين وتهجير أهلها منها هو حرب ضد الله ومخالفة لما جاء في التوراة حيث أمرهم الله بالعيش بسلام مع شعوب العالم. أوروبا التي اليوم تدعم احتلال الصهاينة لأرض فلسطين هي من أخرجت اليهود منها قبل 1900 عام، بعد أن قتلت منهم في حرب واحدة بقيادة الروماني "يوليوس سيفيروس" أكثر من 580 ألف يهودي، وكان ذلك عام 135 ميلادي، وشتتهم في أصقاع الأرض وأسرت آلاف منهم وباعوهم عبيدا في أسواق أوروبا وكان ذلك سبب تواجدهم في أوروبا بينما من نجا من القتل والأسر فر إلى الجزيرة العربية خارج سلطة الروم وعاش معززا مكرما بين أهلها يمتهن التجارة والزراعة والحرف ولم يباعوا عبيدا في الأسواق...
بعد الشتات الذي صنعه الأوروبيون لليهود عام 135 ميلادي، عاشوا كسائر الأسر والعشائر المهاجرة التي تنتقل من بلد إلى آخر وتعيش فيه ويصبح وطنها القومي بعد أن تندمج النسيج الاجتماعي المكون لشعب ذلك البلد وهكذا تكونت شعوب البلدان حول الأرض، ولا يوجد موطن أصلي يحق أو يوجب على الإنسان العودة إليه ولو بقوة السلاح.
على وجه المثال الشعب الأمريكي مزيج من الأوروبيين والأفارقة والسكان الأصليين الهنود الحمر ويشكلون شعبا واحدا... وقد كان بإمكان اليهود أو الأسر أو العائلات الإسرائيلية الانصهار ضمن شعوب تلك البلدان التي عاشوا فيها مثلهم مثل الأسر والعائلات المهاجرة التي أصبحت من نسيج شعوب البلدان التي يعيشون فيها، ولا يوجد ما يبرر أو يشرعن تجميع اليهود أو الأسر الإسرائيلية من أصقاع الأرض من تلك البلدان التي باتت أوطانهم وجلبهم إلى فلسطين لاحتلالها وطرد أهلها منها تهجيرهم من بيوتهم ومصادرة أرضهم وممتلكاتهم وتشريدهم في الأرض وقتل وإبادة من يرفض ذلك المصير.
تخيل أن الوجود الإسرائيلي في فلسطين جاء نتيجة الاحتلال البريطاني لفلسطين، وهو ذلك الاحتلال الذي احتل اليمن والعراق ودول عربية عدة وغادرها ولم يعد له من وجود، ولو بقي له من وجود لبقي وجود استعماري غير شرعي ولعجز عن انتزاع أي شرعية تمنحه حق البقاء، كما هو الحال الآن للوجود الإسرائيلي الذي جاء على يد المستعمر البريطاني ولا يملك أي شرعية ولن يملكها أبدا مهما دعمت أمريكا ووقفت بكل ثقلها مع ذلك الباطل الذي حتما سيزول ولن تملك شرعية الدفاع عنه.