;
علي العقيلي
علي العقيلي

من يقرر مصير غزة؟ 290

2023-11-04 04:48:30

قدر إلهي عظيم يقضي بهلاك فرعون على يد شاب من بني إسرائيل المستضعفين الذين يستعبدهم الفراعنة ويعملون في خدمتهم.

shape3

لحكمة من الله تكهن الكهنة بذلك القرار كما سيحدث ليثبت للإنسان بأنه حتى وإن علم بما سيحدث له وسعى إلى عدم وقوعه فإنه يحدث له كما قدره الله أن يحدث وعلم به ذلك الإنسان الذي لم يسعفه علمه بذلك القدر بالنجاة منه.

حاول فرعون تعديل ذلك القدر الإلهي ومنع حدوثه فبدأ بقتل كل المواليد الذكور من بني إسرائيل فأشار عليه الكهنة بأن يقتل المواليد الذين يلدون في أعوام محددة سيكون ميلاد ذلك الطفل الذي سيصبح عدواً لفرعون ويهلك على يده.

ولد موسى -عليه السلام- في ذلك العام الذي حدده الكهنة ضمن الأعوام التي يجب على فرعون قتل المواليد الذكور من بني إسرائيل فيها.. وهذا تحد إلهي عظيم بأن ما قدره الله أن يحدث سيحدث ولو علم به الإنسان وملك القوة والسلطة والسيطرة لمنع حدوثه.

ولم يقتصر التحدي إلى ميلاد موسى في العام الذي يقتل فيه فرعون مواليد بني إسرائيل، بل تربى على يده وفي قصره.. تخيل فرعون رغم كل الاحتياطات البعيدة والمسبقة وطويلة المدى والمكثفة الذي اتخذها لقتل قاتله بلحظة ميلاده، بات يربي قاتله في العام الذي يجب عليه قتل كل مواليد بني إسرائيل وهو ما فعله لكنه أخذ موسى يربيه على يده وفي قصره فما الذي جعل فرعون لا يشك بأن موسى قد يكون مولودا من مواليد بني إسرائيل..؟؟!!.. سبحان من يعمي الأبصار والعقول ليقضي ما قدره..

تخيل والدة ذلك المولود الذي سيهلك فرعون على يده خائفة لا تعلم أين تخفيه وهل سيعيش وما شأنه.. تخفي ذلك المولد العظيم الذي سيهلك فرعون وجنوده عن أعين الناس ثم تضعه في صندوق وتلقيه في الماء ثم يدفعه الماء ويلقيه على مقربة من قصر ذلك الملك العظيم الذي يريد قتل ذلك المولد في حال وجده جنوده في أحضان أمه أو منزل والده..

بعد دخول ذلك المولود قصر عدوه الملك أصبح في أمان من القتل فهو لم يتم العثور عليه في منزل رجل من بني إسرائيل أو بيد امرأة من بني إسرائيل لكن سيعود وهو في أمان وهنا تكمن الحكمة الإلهية العظيمة في الهام الله -سبحانه وتعالى- لأم موسى أن تلقيه في البحر ليذهب به الموج ويلقيه بجوار منزل فرعون ثم يأخذه فرعون ويبحث عن مرضعة تقوم بإرضاعه وتربيته ثم يعود إلى أمه ومنزل والده وهو في أمان من القتل الذي يجب أن ينزل بكل مواليد بني إسرائيل في ذلك العام دون استثناء.. لكنه بحكمة الله استثنى موسى الذي يعتقد فرعون أن كل ذلك القتل الشامل لكل مواليد بني إسرائيل لن يستثني المولود الذي في حال نجا من الموت سيزول ملكه على يده.

فرعون ملك عظيم لا قوة تقف في وجهه ولا يخشى أي خطر يهدده لذلك بات يدعي الألوهية، شعبه يدينون له بكل الولاء والطاعة بني إسرائيل ضعفاء جدا يعملون عبيداً في خدمته كل مصر تخضع لسلطته يملكها ويملك بشرها وشجرها وحجرها وثمرها ونهرها..

ما القوة التي يمكنها القضاء على فرعون وإنهاء ملكه..؟؟.. كيف يمكن أن يزول ملك ذلك الملك العظيم الذي من قوة والسلطة والسيطرة بات يدعي الألوهية، على يد شاب من بني إسرائيل المستضعفين كيف يمكن لذلك أن يحدث..؟؟.. لا أحد يتصور كيف يمكن أن يحدث ذلك.

كبر موسى -عليه السلام- وأصبح شاباً قوياً ثم أصبح خائفاً مطارداً بعد قتله لرجل من قوم فرعون، خرج من مصر للنجاة بنفسه ولا وجهة له تائه لا يعلم أن يذهب ومن مورد الماء الذي أرشده الله إليه بدأ بتكوين حياة جديدة وبدأ بتكوين أسرة وحياة مستقرة..

عاد موسى إلى مصر بأمر من الله والله معه، وبدأ مهمته التي ستنهي فرعون وملكه، بدأ في مواجهة مع الكهنة الذين تنبأوا بتلك النهاية التعيسة واتخذوا مع فرعون وجنوده كل الأسباب التي يعتقدون بأنها ستحول دون حدوث تلك النهاية.

في أول مواجهة انهزم الكهنة وانتهت مهمتهم وباءت كل مهامهم بالفشل فقد آمن السحرة بكل ما جاء به موسى عليه السلام..

بقي فرعون في مواجهة مع موسى.. بات موسى كل حلمه وطموحه هو الذهاب ببني إسرائيل والخروج بهم من مصر وترك فرعون وشأنه ولم يدعوه وقومه إلى اتباعه، فبعد أن يأس من هدايته أمره الله أن يخرج ببني إسرائيل من مصر لكن فرعون كان يمنع حدوث ذلك دون معرفة ما الخطر الذي يراه في حال سمح لهم بالمغادرة.

لنفرض أن فرعون سمح لبني إسرائيل بمغادرة مصر أو غادروها دون علمه ولم يتبعهم أو أرسل مع جنوده أحد وزرائه للحاق بهم وإعادتهم هل كانت ستحدث نهايته التي تنبأ بها كهنته وعجز هو وهم عن منع حدوثها رغم الإجراءات المبكرة والمكثفة التي اتخذوها لمنع حدوث تلك النهاية..؟؟؟..

غادر بني إسرائيل مصر دون علم فرعون وعند معرفته بذلك جهز جيشه وخرج على رأس جنوده للحاق بهم وإعادتهم إلى مصر، ما الذي أقنع فرعون بأن يخرج بنفسه لملاحقتهم وإعادتهم ما الذي جعل فرعون يتخذ قرار إعادتهم وليس تركهم وشأنهم..؟؟.. سبحان الله لا أحد يعلم.. هكذا يجعل الله الإنسان يمشي إلى القدر الذي قدره عليه حتى وإن علم به ذلك الإنسان وخافه ويسعى إلى عدم حدوثه.

تبعهم فرعون بنفسه على رأس جنوده وهناك هلك في البحر على يد موسى بعظمة الله وقدرته وزال ملكه على يد ذلك الشاب من بني إسرائيل كما تنبأ الكهنة بتلك النهاية وعجزوا هم وفرعون منع حدوثها رغم القوة والسلطة والقدرات التي ملكوها.

اليوم تجتمع أمريكا مع الصهاينة وبكل ما يملكون من قوة في ظل صمت وضعف عربي وإسلامي وعالمي لإبادة غزة وأهلها واحتلال أرضها تلك المساحة الصغيرة المحاصرة المحصورة المتبقية من فلسطين المحتلة.

لا أحد يعلم ما الذي سيحدث وربما هي نهاية تلك القوى الغاشمة المتكبرة المتجبرة، فقد يهزمهم أهل تلك البقعة الصغيرة المحاصرة بإيمانهم وتأييد الله لهم فقوته سبحانه هي من يقرر ما يحدث ولن يحدث إلا ما قضاه الله وقدر له أن يحدث.

الله -سبحانه وتعالى- وحده هو من يقرر مصير غزة وليس الصهاينة ولا واشنطن مهما امتلكوا من القوة ومهما أرادوا وقرروا واتخذوا من القرارات وأصروا على تنفيذها وتحقيقها فقد يكون ذلك الإصرار الذي يتعارض من أقدار الله سبباً في هزيمتهم كما كان قرار فرعون إعادة بني إسرائيل وإصراره على إفشال فرارهم من مصر سبباً في هلاكه فلو قدر له أن ينجو لألهمه إلى تركهم وشأنهم والبقاء في مصر وعدم الخروج في ملاحقتهم لإعادتهم.

نسأل الله النصر والتمكين والتأييد لأهل غزة وكل فلطسين وكل المستضعفين المظلومين في الأرض وأن يهلك كل ظالم ومتكبر ومتجبر وباغي في الأرض كما أهلك فرعون وجنوده وهو سبحانه على كل شيء قدر وبيده أمر وتقرير مصير كل شيء.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد