بعد المشاهد المؤلمة لنهر الدماء العبثي في غزة للضحايا المدنيين والذي يقترب عددهم من 30 ألفا ما بين جريح وقتيل، وهذا العدد من الضحايا المدنيين يمثل واحدة من مذابح القرن 21 ويفترض في هذا التاريخ أن الوحشية والبربرية قد تلاشت في السلوك الإنساني أن وجود هذا العدد لا يبشر بالخير ويضع المنطقة في مستقبل قاتم ولا يبعث على التفاؤل...
يتساءل المرء ويعود بالذاكرة إلى البدايات ووجود إسرائيل في المنطقة لدى إسرائيل سجل طويل من العنف والدم والقتل والتطهير الجغرافي.
في العقود الأخيرة ومنذ أن برز نظام القطب الواحد شهدت منطقتنا مع هيمنة نظام السيطرة الأحادي المعولم تدفق هائل لشعارات الدمقرطة وحقوق الإنسان...
وبعد مذبحة غزه الأخيرة والتي تمثل ظهورا للعقل الصهيوني الباطن المؤمن بفكرة التطهير الجغرافي للسكان الأصليين.
نرى بوضوح تام ازدواجية المعايير واختفت المنظمات الحقوقية وتلاشي أصواتها أمام المآسي وأنهار الدم. مثلت "غزه" جملة من المآسي الإنسانية المنسية خلال عقدين من الزمان فيما يتعلق بالحقوق الأساسية الإنسانية.
نحن أمام ازدواج معايير فاضح ومتناقض وأعتقد أن خطاب الدمقرطة وحقوق الإنسان الذي ترفعه عواصم بعينها كجزء من أجندتها الدعائية أصبح يشبه خطاب العاهرة التي تشغل الناس بمواعظ عن العفة والشرف.
والدليل على ذلك ذهاب نشطاء إلى أوكرانيا تضامنا مع ضحايا الحرب بينما غابوا في غزه، وهؤلاء النشطاء على علاقة مباشرة بالخطاب الدعائي والترويجي للدمقرطة وحقوق الإنسان...