;
د.كمال البعداني
د.كمال البعداني

إنها معركة الإسلام لا معركة الإخوان 308

2023-12-06 01:31:51

منذ بداية العدوان على غزة والبعض يقول إن المعركة هي بين إسرائيل والإخوان، على اعتبار أن (حماس) من وجهة نظرهم تمثل الإخوان وهم عندهم من "المغضوب عليهم".

shape3

 وصاحب هذا القول لا يخرج عن احتمالين.

إما أنه يردد هذا القول بغباء ولا يعرف بالحقيقة، أو أنه يعرف الحقيقة ولكنه يبحث عن مبرر لخذلانه إخوانه بالفعل أو القول (دول كانت أم أفراد)، إسرائيل نفسها لا تقول هذا القول، فهي تحارب وتقتل كل من يقول من الفلسطينيين: هذه أرضنا وهذه مقدساتنا.

بغض النظر عن انتمائه أو حتى دينه، فقد أخذت نصف فلسطين عام 1948م ولا وجود حينها للإخوان حتى يتم تحميلهم المسؤولية، وفي عام 1967م أخذوا النصف الآخر مع شبه جزيرة سيناء المصرية، وبالطبع لم يكن السبب هم الإخوان فقد كانوا وقتها في السجون والمعتقلات، ومطاردون في كل مكان، كما استولت في نفس الوقت على مرتفعات الجولان السورية التي سكانها من (الدروز والعلويين)، وفي عام 1982م اجتاحت إسرائيل جنوب لبنان حتى وصلت إلى العاصمة بيروت، والهدف هو إخراج الفصائل الفلسطينية التي كانت تقاتل إسرائيل من داخل لبنان، وتلك الفصائل كان البعض منها ذو توجه علماني، والبعض يساري بل بعضها ذو توجه (شيوعي)، ولم يكن بينها فصيل واحد يحمل (مسحة إسلامية) ولو كان موجودا لحمله الحكام العرب حينها مسؤولية اجتياح إسرائيل للبنان كما هو الحاصل الآن مع (حماس) وغزة.

 قالوا إن إسرائيل تهاجم غزة التي يسيطر عليها الإخوان!

فماذا عن الضفة الغربية الواقعة تحت سلطة (أبو مازن) حسب قولكم، أليس الجيش الإسرائيلي يعربد فيها كل يوم، فيقتل ويعتقل ويفجر المنازل فأين الإخوان هناك؟ يحدث كل هذا في الضفة، وفيها ما يقرب من سبعين ألف جندي وضابط فلسطيني، لكنهم يعملون لصالح إسرائيل لا لصالح فلسطين تحت عنوان "التنسيق والتعاون الأمني"، فمعظم الاعتقالات تتم عن طريقهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة، بل لو خرج (أبو مازن) عن الطاعة لما ترددوا في اعتقاله حسب التوجيهات، ومع ذلك فالحكام العرب يعترفون بهذه السلطة وجهازها الأمني، بينما كل من يقاوم (إسرائيل) تحت أي مسمى يكيلون له تهما عديدة وهو عندهم من "المغضوب عليهم"، صحيح أن (حماس) هي عنوان المقاومة في غزة وهي من تقودها ولكن ليس كل (حماس) من الإخوان يا من تكرهون الإخوان !

بل هناك فصائل من المقاومة لا علاقة لها بحماس ولا بالإخوان، حتى نقول إن المعركة هي بين حماس وإسرائيل، في غزوة بدر كان عدد المسلمين فيها 314 شخصا منهم 245 من الأنصار (من أجدادنا اليمنيين) أي أكثر من ثلاثة أرباع الجيش والبقية من المهاجرين، ومع ذلك لم يقل أحد إن معركة بدر كانت بين كفار قريش وبين الأنصار، بل كانت المعركة بين الإسلام والكفر.

 كل من في غزة من الرجال والنساء بمختلف مشاربهم هم رافعة المقاومة وقاعدتها المتينة، وبالتالي هم جزء أساسي منها، عندما وصل وزير خارجية أمريكا إلى الأراضي المحتلة قال: "أنا أتيت إلى هنا بصفتي يهودي"! بينما الحكام العرب يحاربون المقاومة ويسخرون إعلامهم ضدها فقط لأنها ذو توجه إسلامي، بل ويتمنون هزيمتها حتى يثبتوا أنهم كانوا على صح.

 المعركة في غزة هي بين الإسلام والكفر ومن يتمنى هزيمة المقاومة فقد خان الله ورسوله وخان دين محمد صل الله عليه وسلم، أيا كانت نتيجة المعركة فلن تخرج عما أراده الله ولحكمة يعلمها هو، وسيتحدث التاريخ أن هذه المقاومة واجهت أمريكا قبل إسرائيل ومن خلفها بريطانيا وألمانيا وفرنسا وخذلان وخيانة وتآمر الحكام العرب والمسلمين، واجهتهم بعقيدة يا من أزحتم العقيدة في كل معارككم، سيلاحق الخزي والعار كل الحكام العرب.

 الذين خذلوا إخوانهم في العقيدة والنسب، وسيدفعون الثمن في الدنيا قبل الآخرة. ويوم القيامة سيقفون وحيدين أمام الله، بلا حرس ملكي أو جمهوري أو أميري وبلا حماية البيت الأبيض، وبل إعلام منافق ومطبل، سيقفون وحيدين وسيتعلق بأعناقهم كل أم فلسطينية بقرت بطنها، وكل طفل تمزق جسده، وكل من طالته صواريخ العدوان، سيتعلقون جميعا ويقولون: "يا رب أنصفنا من هؤلاء.. لقد خذلونا يوما طلبنا منهم النصرة، وخانونا يوم طلبنا منهم الوفاء، لقد منعوا عنا الماء والغذاء بتوجيهات أمريكا".

 أما فرعون العصر (بايدن) ومن يدور في فلكه. فنقول لهم: لن تستطيعوا أن تقضوا على هذا الدين مهما فعلتم، فهو باقِ ما بقيت السماوات والأرض فهو حجة الله على خلقه.

والله غالب على أمره ولكنكم قوم تجهلون أيها الجاهلون...

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد