يسقط النفاق سقوطا مدويا عند احتدام المواقف، أما في الأمور العادية فميدان النفاق واسع، ولسانه حلو، وتصرفاته وَقُورة، ودموعه تنافس دموع التماسيح غزارة ...!!
وحين تحتدم الأمور، وتتطلب موقفا رجوليا، وكلمة طيبة من ذلك الكلام الحــــلو، وقرارا من ذلك الوقار، وترجمة لتلك الدموع؛ تنكشف الحقائق المــــرة، فاللسان يتحول إلى لســـان أفعى، والتصرف، ينقلب غدر ذئب:
وأنت امرؤ يا ذئب والغدر كنتما
أُخَـــيَّيْن كانـــــــا أُرٰضِـــــعا بلبان
وأذهب التوقّر انكشاف القناع الذي أظهر الخـــسة واللؤم، وغابت دموع التماسيح؛ لتبرز الأنياب...!!
وهل هناك أنياب ومخـــــــالب؟ أو هل هناك غــدر أو لؤم، وخسة طبع أسوأ وأوغد من أنيــاب (فيتو) يستبيح أرواح أطفال ونساء، بل ويستبيح كل مظاهر الحياة؟ والأدهى من ذلك أنه يستبيح مكانة شعبه، وحضارته المُدّعاة!!؟
أجزم أن الشعب الأمريكي عامة يخجل من مسمّى (الفيتو) ويتوارى فزعا حين يراه يُستخدم بابتــذال نيابة عنه. فهناك حكـــــــومات وهناك إدارات تدمن الكراهية، فتنعكـس عليها آثارها، ويحجب الغرور عن مدمني الكراهية الانعكاسات التي يسببها غرورها، فلا تدرك مغبّة ما صنع غرورها إلا بعد فــوات الأوان.
أطفال يطالهم إجرام الهمجية المتوحشة، بقصف ناري تتقزم بجواره جرائم النازية؛ فيجمع عـــــــقلاء العالم على مــنع ذلك الإجرام الفاشي، ويطالبون بوقف إطلاق النار، فينتفض الفيتو كديناصــور تفلّت من الانقراض- إلى حين- وعلى حين غفلة ليتشامخ مستكبرا مطالبا باستمرار المجازر؛ ليثبت للعالم أنه ضليع بعتاده، وذخائره... وطائراته، في الحـــــــرب على غزة.. وبالفيتو الديناصور أيضا.
اعترف الفيتو أن طائراته تجوب سماء غزة، لكنها - بحسب زعمه - لا تمارس أعمالا قتالية؛ كعادته في تقمص مســـــــوح الرهبان؛ لعله يرمي منها الزهر والورود ...!!!
غزة كلها تحولت بفعل تعصب الفيتو إلى ســــــــاحة معركة مفتوحة، وإلا فماذا يعني تحليق طائرات الفيتو في طول غزة وعرضها في أجواء حرب؟ أم تراها تقدم أعمالا استخباراتية لأماكن وجود الأطفال باعتبارهم (غير مدنــــــــيين)؛ لأن إدارة الفيتو زعمت أنه ليس هنالك دلائل على قتلى في صــــــفوف المدنيين بغزة، وهي أكبر فرية يشهدها العالم، وأسوأ دعاية سوداء تفتّقت عنها الذهنية الإعلامية البائسة.
ليت.. وهل ينفع شيئا ليت؛ ليت قومي يعلمون، ويدركون حقيقة موقف الفيتو من أمتهم؛ خاصة وقد أخــــــــرج اللـــــه أضغانهم، وكشف للعالم حقيقتهم.
وليت الشعب الأمريكي يدرك ما تجنيه عليهم وعلى حضارتهم إدارة الفيتو!؟