هذه "رمية ربّانية" سيفتح جنرالات العالم والخبراء العسكريون أفواههم ويضعون أيديهم على رؤوسهم لشهور وسنوات وهم يعيدون مشاهدتها عشرات المرات في صدمة وذهول، وتحليل عميق، ومحاولات للفهم والتصديق.
إنها ليست من أفلام رامبو التي خدعت فيها أمريكا العالم عشرات السنين، لكنها لمجاهد فلسطيني بسيط ملابسه ممزقة، وحذاؤه بال ،لم يتدرب في الأكاديميات العسكرية الغربية ولم يحصل على أي رتب عسكرية، وإنما هو صاحب عزيمة خارقة، وعقيدة راسخة صادقة ،ومنهج سوي قويم، وإرادة فولاذية لا تقهر ،يواجه جيشا محتلا غاشما يتدرع جنوده بواقيات الرصاص و المدرعات، ويتسلحون بأقوى الأسلحة، وأغلى البنادق، وحصلوا على أعلى درجات التدريب العسكري في أرقى الأكاديميات كل منهم له رتبة عسكرية عالية، ويحصلون على المكافآت المادية، والوجبات الغذائية من أفخم المطاعم والماركات مع دعم غربي مفتوح ورعاية طبية واجتماعية وصحية ونفسية كاملة ،لكنهم مع كل ذلك قواهم خائرة، وعزيمتهم منهارة، عقيدتهم فاسدة، ومنهجهم إجرامي يقوم على الفساد في الأرض.
إن هذا التوثيق الذي تقوم به المقاومة لبطولاتها سيغير مناهج دراسة الحروب في الأكاديميات العسكرية والسياسية في جميع أنحاء العالم، وسيؤكد على أن الإنسان صاحب العقيدة الراسخة أهم من أي آلة عسكرية مهما بلغت قوتها التدميرية.
راجعوا مشاهدة الفيديو مرة ومرة ستجدون إنساناً بسيطا ربما لم يتناول إلا وجبة واحدة وربما كان صائما لكنه صاحب عقيدة وعزيمة وقلب شجاع، يحمل قاذفا ومقذوفا لا تزيد قيمته عن مائة دولار، قذفه حينما أبصر هدفه بثقة وثبات ويقين وهو واقف دون تردد، فدمر دبابة بمن فيها هذه الدبابة هي زهو وفخر الصناعات إسرائيلية، قيمتها المادية سبعة ملايين دولار لكن هذا البطل ذو الملابس البالية لم يقض هنا على الدبابة الإسرائيلية فحسب.
وإنما قضي على الحلم الإسرائيلي وأحرق بقذيفته المليارات التي أنفقت في تطويرها وتصنيعها وجهود آلاف العلماء الذين تفننوا في تحصينها وتدريعها وتسليحها، أما تفسيري البسيط لما قام به هذا المجاهد البسيط هو أنها "رمية ربانية" لم تحرق الدبابة فحسب لكنها أحرقت قلب جيش الاحتلال ومن يدعمه " ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.