اُنتهكَ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان من قبل الاحتلال الإسرائيلي في غزة والأراضي الفلسطينية، وأسند بالفيتو الأمريكي في مجلس الأمن الدولي، وحظي الاحتلال الإسرائيلي بدعم لا محدود، وشجع فيتو مذبحة الأطفال الاحتلال النازي من ارتكب فظائع وحشية ومجازر الإبادة والتطهير العرقي في غزة، جرائم تجعل البشرية جمعاء تشعر بالخجل، إزاء تلك الهمجية المتزايدة وصرخات الأبرياء المتصاعدة من تحت الركام.

 وهذا كان مؤشرا على اقتراب العالم من نقطة تحول كبيرة، فالعدوان على غزة أظهر حجم الفجوة بين الشرق والغرب وازدواجية المعايير، وعلى العالم مراجعة النظام الدولي والإنساني، والاعتراف بالخلل في النظام العالمي الذي يسمح باستدامة الصراع.

اللواء العسكري الإسرائيلي يحوي على 90 آلية ودبابة ومدرعة وخسائر الكيان النازي في غزة وصل إلى ما يقارب 600 آلية عسكرية وقتل وإصابة من فيها حسب ما تبثه مشاهد مصورة للمقاومة الفلسطينية وما خفي أعظم، أي أن ستة ألوية عسكرية انتهت بكامل معداتها وأفرادها، بالإضافة إلى قوات المشاة التي يتم حصدها في كمائن ومصائد الموت كل يوم بالعشرات، أضف إلى ذلك خسائر تجمعات التحشيدات في غلاف غزة والأراضي المحتلة التي يتم حصدها برشقات صاروخية.

 فالمقاومة الفلسطينية أجبرت جيش الاحتلال النازي إلى تغيير التكتيكات في القتال، وحطمت كبريائه وأذلته بشكل مهين، واستدرجته إلى كمائن الهلاك، موثقة في مشاهد صنعها أناس بسيطين بملابس ممزقة وحذاء مقطع أو بدونه لم يتدربوا في أكاديميات عسكرية ولا يحملون أي رتب أو نياشين، تفوقت مشاهدهم على أفلام "رامبو" الأمريكية ومشاهد هوليود وبوليود، وهذا ما دفع الجبهة الداخلية في تل أبيب لرفع صوتها، وتوجيه انتقادات حادة مفادها أن القتال في غزة لا يسير على ما يرام، وتضغط على قياداتها بالقبول بالهزيمة ولملمة الجراح والتعامل مع الواقع المرير، والموافقة على شروط حماس كيف كانت.

رفض ما تسمى بعاصمة الحرية لوقف إطلاق النار في غزة باستخدام الفيتو، وبذريعة حرية الفكر شرعنت وشجعت الأعمال المعادية ضد الفلسطينيين، وأضرت بشعب أعزل من خلال الممارسات التمييزية والفاشية والمعادية.

 لكن النتيجة كانت صادمة، حين ظهر بالأمس نتنياهو وغالانت يستجديان حماس بعد الخسائر الكبيرة في صفوف جيشهما، ويبحثان عن الخروج بماء الوجه أن صح التعبير، بعد أن اتضح للجميع طبيعة المعارك في غزة وهلاك الجيش الذي لا يقهر.

 وإذا لم تسارع أمريكا ودول الغرب لإنقاذ إسرائيل بقرار عاجل بوقف إطلاق النار في غزة والسماح لما بقي من جيشها المتهالك بالانسحاب خلال أقل من شهر ستعلن تل أبيب هزيمتها المدوية خلال الأيام المقبلة.

وما النصر إلا من عند الله.