بالروح والدم نفديك يا يمن. هذا هو الصوت الغالب هذه الليلة في كل اليمن الكبير، بعد فوز منتخب اليمن للناشئين ببطولة غرب آسيا، طوال ثماني سنوات وهم يشعلون نار الانفصال في اليمن، وزرع العداوة والبغضاء بين أبناء اليمن بكل الطرق والأساليب، استخدموا المال والإعلام والقوة العسكرية، بعد أن اشتروا من يقوم بإطلاق النار أو اعتقال كل من يرفع علم اليمن أو يهتف باسم اليمن، محاولون إقناع أبناء عدن أنهم ليسوا بيمنيين، وإقناع أبناء حضرموت أنهم لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، وهكذا اختفى العلم اليمني من عدن واعتبار من يهتف لليمن خائن.
وما بين الفترة والأخرى يطلبون من ميليشياتهم عمل مهرجانات انفصالية، حتى ظن هؤلاء وبعض الظن إثم، أنهم قد نجحوا في مخططهم، وحاولوا إقناع الخارج بهذا، دون أن يشعروا أن القبضة الحديدية لميلشياتهم هي من تصور لهم ذلك.
حتى جاء عام 2021م يحمل انتصار منتخب الناشئين ببطولة غرب آسيا لكرة القدم، فخرج أبناء اليمن بالكامل يحتفلون بذلك رافعين العلم اليمني ومرددين (بالروح والدم نفديك يا يمن)، فطار صوابهم ولسان حالهم يقول: لقد ضاعت كل جهودنا، فسلطوا ميليشياتهم لملاحقة الشباب في الشوارع، وحاولوا بعد ذلك إتباع وسائل جديدة، فجاءت ليلة الواحد والعشرين من ديسمبر 2023م تحمل لأبناء اليمن نفس البشرى،
وتتويج منتخب الناشئين ببطولة غرب آسيا، فخرج أبناء اليمن يرفعون علم اليمن، ويهتفون بصوت واحد بالروح والدم نفديك يا يمن، فطار صواب أولئك من جديد، وها هم بنفس الغباء يخرجون ميليشياتهم لمطاردة من يحمل علم اليمن ويهتف لليمن، أيها الأغبياء، ما الذي جعل أبناء عدن ولحج وأبين وحضرموت وشبوة ، يخرجون إلى الشوارع يحملون علم اليمن ويهتفون لليمن، بالتزامن مع خروج أبناء صنعاء وتعز وذمار وإب وغيرها من مناطق اليمن وهم يرفعون علم اليمن ويهتفون لليمن؟ أما سألتم أنفسكم يا من تشعلون نار الانفصال في اليمن عن السبب في ذلك؟
السبب يا جهال التاريخ أن الدماء التي تجري في عروقهم جميعا هي دماء يمنية واحدة، دماء سبئية وحميرية، أيها الجاهلون بالتاريخ: أما يكفيكم خزيا وعارا، أنه كل ما أوقدتم نارا للانفصال في اليمن أطفأتها أقدام اللاعبين؟ قد تستطيعون نزع علم اليمن من يد ابن عدن أو حضرموت، ولكنكم بالطبع لن تستطيعوا نزع اسم اليمن وحبها من شرايين قلبه، ومن الدماء التي تجري في عروقه، اليمن ليست مرتبطة بأشخاص أو جماعات فإذا سيطرتم عليهم سيطرتم على اليمن.
اليمن مرتبطة بتأريخ ابتدأ مع بداية الخليقة ولن ينتهي حتى مع خروج النار من عدن لتسوق الناس إلى أرض المحشر، بل سيستمر حتى يقف رسولنا محمد صل الله عليه وسلم عند الحوض، فيذود الناس عن حوضه حتى يشرب أهل اليمن!!.
أيها الجاهلون بالتاريخ: كما تغنى أبناء اليمن بشعر وضاح اليمن الأول (عبد الرحمن ابن إسماعيل الخولاني)، فسوف يتغنون بقفازات وضاح اليمن الثاني (وضاح أنور الرفداني ) حارس منتخب اليمن، فهل ستعقلون أيها الجاهلون؟