تدهورت صحة جرحى الجيش والمقاومة، وأصبحت جراحاتهم كثيرة، وبلغت قلوبهم الحناجر، وما زالوا صابرين محتسبين، عاقدين العهد ألا يدَعُوا لأعداء الوطن فجوة يتحدّثون عنها أو يدخلون منها.
صبر جرحى الجيش والمقاومة خُيّل للحكومة أنهم ليسوا بشرا، أو أن هناك من يدعمهم، أو أنهم قد اكتفوا، ولم يُدركوا أن ذلك هو احتراما من الجرحى للوطن وصمودا في وجه أعدائه، وقبل ذلك احتسابا، فقد أخطأوا الحساب وتجاوزا.
جرحى الجيش والمقاومة في تعز وللمرة الألف يخرجون للمطالبة بحقوقهم، لا يريدون أكثر من حقهم، وقد أغلقوا مقر المحافظة أكثر من مرة، لكن لا حياة لمن تنادي.
فما الذي يريدونه من الجرحى أن يعملوه يا حكومة الشر؟!
فأنتم تعرفون فقط كيف تقتلون المواطن، وترفعون الأسعار، وتوقفون صرف المرتبات، ولو كان بيدكم إيقاف الحياة لفعلتم دون أن يرف لكم جفن. أنتم جبناء فاسدون أصبحتم عالة على الشعب والدولة، أصبحتم زيادة علينا، فأنتم قد أسأتم لنا وللشرعية والدولة ولكل جميل في هذا الوطن.
ماذا عملتم؟ كم حرّرتم من مواقع، بماذا رفدتم الجيش، ما هي الهزيمة السياسية أو غيرها التي ألحقتموها بالحوثي وأعداء الوطن، ما هي؟
فوالله لولا من تحاربونهم الآن في حقوقهم لكنتم عبيدا لدى الحوثي، إما خدّامين ومطبلين له وصفعات أطفاله المسلحين على وجوهكم وخدودكم كما هو حال حسين حازب، أو مرميين في سجونه أو في المقابر، لكنكم وجدتم من دافع عنكم واحترمكم وبسببه ترقّيتم فعملتم على حرمانه من حقه.
عليكم أن تلبوا مطالب الجرحى، فهم ومطالبهم أكثر مشروعية من مناصبكم!