وكان السابع من تشرين الثاني- أكتوبر- الذي زلزل صفقة القرن زلزالها، وأحبط المخططات الظاهرة والباطنة، وعلى هيئة مصغرة خرجت أنظمة و حكومات، وزعماء ورؤساء، في دهشة يتساءلون: ما لها؟ ما لها؟
ومضى طوفان الأقصى يحدث أخبارها، ويحول صفقة القرن إلى صفعة القرن، كما وصف أبو عبيدة فعال رجالها ..!!
مازالت دولا، وحكومات، وإدارات؛ تتساءل- بعد اثنتين وتسعين يوما- ما لها !؟
ما لها !؟
وما علموا أن ربك أوحى لها. أوحى لطوفان الأقصى أن تزلزل أركانها، وتزعزع أعتابها؛ لفتية آمنوا بربهم، فزادهم هدى، وربط على قلوبهم إذ قاموا يلبون النداء، نداء: يا خيل الله اركبي!
نداء كان قد طال به العهد، و كادت تنسيه الآذان، فهب رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليها فجلجلوا به في الأرض المباركة، و مهبط الإسراء، ليسمعوا الدنيا، كل الدنيا، و سمعت الدنيا ذلك النداء، و راحت حكوماتها، زعاماتها تتساءل في ذهول: مالها !؟
مالها !؟
وحق لها أن تتساءل، فقد كشفت معركة طوفان الأقصى بعض أثقالها، كما أودت بصفقة القرن وأصنامها، فما بقي هبل، ولا بقيت اللات والعزى، ولا شرق أوسط جديد، ولا صفقة التطبيع، ولا الجيش الذي لا يقهر، ولا حتى سلعة الفيتو التي ما فتئت على الدوام تنتصر للظلم والظالمين، وتخادع بدعاوى حقوق تباهت بها قولا، وحطمتها عملا، فكانت ككفار قريش في جاهليتهم؛ يصنعون الصنم من التمر ثم يأكلونه، وهكذا يمضي الفيتو التعيس يستعير منها الأزلام والأقداح، يحركها ليستصدر بها قرارا، فإن خرجت أفعل مضى بطغيانه، وإن خرجت لا تفعل، أعاد ضرب الفيتو و الأزلام، والأقداح ؛ مع مخالفة كفار قريش في جاهليتهم أنه لا يضع شيئا عوضا مقابلا إذا ما خرجت الأزلام أو الفيتو بنتيجة: لا تفعل ..!!
فكان بذلك أحط قدرا، وأخبث طوية، وأتعس مكرا ...!!
ثلاث وتسعون يوما، والأزلام والفيتو تخرج قِداحها- مكرا، ونذالة- حق الدفاع عن النفس!
وتكون النتيجة إبادة النساء والأطفال، وإحراق ما كانوا يقدسون (كذبا) حقوق الإنسان، وحق الطفل، وحق المرأة؛ لتكشفهم الأفعال، ويتعرى زيفهم بأيديهم وأيدي المؤمنين..
فتبا للفيتو والأزلام ...!!
* الصحوة نت