السؤال الأهم، هل الضربات الأميركية البريطانية ضد الحوثيين فعالة؟
وما حدود هذه العمليات؟
وما هي سيناريوهاتها لدى التحالف الأمريكي البريطاني، ولدى حلفاء إيران، وهل ستتحقق أحدهما أم يكون هناك سيناريو لا يرغب به الجميع ؟
الضربات ضد الحوثيين ليس لها أي جدوى عسكرية، لكن جدواها في التوجه الدولي لاعتبار الحوثيين جماعة مناهضة للأمن الإقليمي والدولي، وهي تمهد لنقطتين أساسيتين:
الأولى: إعادة الحوثيين لقوائم الإرهاب.
الثانية: المشاركة الدولية في تحجيم الحوثيين عسكريا وسياسيا في اليمن مستقبلا بعد أن كانت مهمة يمنية وتم إفشالها.
ربح الحوثيون شعبية بركوبهم موجة الدفاع عن فلسطين والحرب مع إسرائيل، لكن خسائرهم الاقتصادية كبيرة جراء توقف ميناء الحديدة عن العمل، لذلك سيلجأ الحوثيون لتعويض ذلك بحرب تمكنهم من السيطرة على أنبوب الغاز والنفط بين صافر في مأرب وبلحاف شبوة، وستكون هي حرب الضرورة الأولى.
حدود العمليات العسكرية ضد الحوثيين ستكون قصيرة لتجنب الاستنزاف والغرق في المستنقع اليمني أو إعطاء فرصة للتدخل الروسي أو الصيني .
سيناريو التحالف البريطاني الأمريكي هو إعادة الحوثيين إلى مرحلة ما قبل حرب غزة، أي عدم تهديده لممرات الملاحة الدولية، بينما سيناريو الحوثي هو المزيد من الفوضى إلى أن يتم التفاهم معه كقوة إقليمية تحكم اليمن وتتقاسم في حماية البحر الأحمر وباب المندب.
المستفيد الأكبر هي إيران التي أثبتت قدرتها على إغلاق باب المندب والبحر الأحمر. كما هددت من قبل بعد استعراض إغلاقها لمضيق هرمز والخليج العربي .
السيناريو الأرجح الذي يتحقق هو سيناريو المزيد من الفوضى في المنطقة والمزيد من الحروب، مالم يتم دعم الحكومة اليمنية في استعادة سيادتها ودعمها في حماية مياهها الإقليمية في البحر الأحمر وباب المندب.
هدا الخيار صعب جدا تنفيذه حاليا، لكن مع انخراط المجتمع الدولي في إضعاف قدرات الحوثيين يحتاج لخارطة طريق لدعم الحكومة الشرعية في ملء الفراغ، مع مزيد من الضغوطات على إيران الداعم الرئيسي للحوثيين ولكل الفوضى في المنطقة.
أما القضية الفلسطينية فمنع إيران وميليشياتها من استخدامها يحتاج لحل جذري لها، ينطلق من الاعتراف بدولة فلسطينية عاصمتها القدس.