قوة الحوثي وبقائه ليس في نفوذ إيران المتراجع بل في التناقضات التي تلعب دورا بارزا في تمدده، فماهي تلك التناقضات ؟
على المستوى المحلي ظل الصراع بين الحزب الحاكم والمعارضة بوابة التناقضات حتى 2011 ، ثم انتقلت التناقضات إلى مستوى إقليمي بين أتباع مشروع الربيع العربي والمناهض له، حتى سيطر الحوثيون على صنعاء في 2014.
ثم انتقلت التناقضات إلى مستوى دولي بين من يعتقد أن الحوثي ورقة مناسبة للضغط على دول الخليج الغنية بالنفط، ودول الخليج التي تعتقد أن الحوثي لعبة إيرانية ودولية حتى أكتوبر 2023، بعد فشل الخليج فصل إيران عن الحوثي عسكريا وبدء مرحلة الحوار السياسي لخفض التصعيد وتقليل التهديدات .
فما هي التناقضات المتبقية لتمد الحوثي بنفس جديد تعطيه فرصة في التمدد خارج حدود اليمن؟
هل الصراع الصيني الروسي مع الولايات المتحدة يخلق فرصة للحوثيين؟
الواقع يقول إن جماعة الحوثي لديها مصالح وقابلة للاختراق والتعويل عليها لتحقيق مصلحة صينية روسية صعب جدا، فالروس مرهقون في أوكرانيا والصين تستعد لحرب في بحر الصين، ودعم الحوثي في حرب البحر الأحمر حصار اقتصادي على واردات بكين وصادرات موسكو النفطية.
ورغم ذلك يسعى الحوثيون للبحث عن تناقضات وسط كل هذا الركام للانتقال إلى مرحلة التمدد الإقليمي !