;
د.ياسين سعيد نعمان
د.ياسين سعيد نعمان

ملاحظات في ضوء مقال الكاتب عبد الرحمن الراشد 466

2024-01-17 23:31:25

في مقاله الأسبوعي في صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ ١٦ يناير ٢٠٢٤ خلص الكاتب الصحفي والسياسي المعرف عبد الرحمن الراشد إلى القول:

shape3

" في حرب اليمن كانت السعودية، بمواجهتها مع الحوثي، آنذاك، تدافع عن نفسها بالدرجة الأولى، وعن استقرار اليمن، والأمن الإقليمي وحماية الملاحة في البحر الأحمر الذي يمثل شرياناً مهما للسعودية والعالم.

اليوم خيار الرياض أن تحافظ على العلاقة مع الحوثي، وحتى مع إيران، ويصبح تأمين الملاحة قضية دولية ".

لو أن هذه الخلاصة كانت لكاتب آخر لما عنت لنا شيئاً سوى أنها لكاتب يسجل وجهة نظر في نطاق رؤيته وتحليله للمتغيرات.

لكن أن تصدر عن كاتب بمنزلة وأهمية عبد الرحمن الراشد فقد كان من الضروري أن نتوقف أمامها لنبحث فيما تحمله من دلالات.

ولذلك، وفي تساوق مع تبادل الآراء ووجهات النظر، فإننا نسجل الملاحظات التالية:

١- يبدو من الوهلة الأولى أن الكاتب لم يذهب بمضمون هذه الخلاصة بعيداً عن تذكير المجتمع الدولي ، وأمريكا على وجه الخصوص ، بما عانته المملكة العربية السعودية وتحالف دعم الشرعية ، والحكومة اليمنية ، من تجاهل لما كانت تطرحه من مخاطر الحوثيين على الأمن الإقليمي والدولي ، باعتبارهم أحد أذرع إيران التي تستخدمها في هذا التهديد ، والذي ثبت الآن بالملموس وعلى نطاق أكبر ، ناهيك عن تذكيرهم بالقرارات التي اتخذت لإحباط المواجهة مع هذه المخاطر ، بما في ذلك التدخل عند مفترقات حاسمة من المعركة لتمكين الحوثي وإيران من إعادة ترتيب أوراقهم على الأرض واستئناف المعارك في ظروف أفضل .

٢- هذا التفسير هو الأقرب لما يمكن أن نخلص إليه من دلالات، لا سيما وأن كثيراً من الكتابات والتحليلات السابقة للأستاذ عبد الرحمن كانت قد وصفت المعركة ضد المشروع الإيراني في المنطقة بأنها تقوم على قواعد منهجية في فهم الصراع، وأن حسمه لن يتم إلا بوقف التدخل الإيراني في القضايا الداخلية لدول المنطقة، وتحقيق السلام العادل في اليمن باستعادة مؤسسات الدولة الشرعية والالتزام بالمرجعيات الثلاث التي تؤسس لاستقرار اليمن.

٣- لا يزال الحوثي يرفض الانخراط في عملية السلام، وهو ما يعني أن الدوافع التي جعلت مقاومته مسألة مشروعة بموجب قرار مجلس الأمن ٢٢٢٦ لعام ٢٠١٥ لا زالت قائمة، وتكمن هذه الدوافع فيما يشكله انقلابه من خطر على معادلة الأمن الإقليمي والدولي بإيجاد مساحة جيو-سياسية هامة في هذه المنطقة من العالم للنفوذ الإيراني، وهو ما يزداد توسعاً ووضوحاً مع الأيام وتطورات الأحداث.

٤- إننا ندرك تمام الإدراك رغبة وجدية المملكة في تحقيق السلام في اليمن، وعملها الدؤوب من أجله، وفي ضوء ذلك نفهم معنى ما جاء في الخلاصة من أن خيار المملكة " هو الحفاظ على العلاقة مع الحوثي"، بمعنى أن تحقيق السلام في اليمن الذي تسعى إليه لا يجب أن يتأثر بما يعتمل في المنطقة من أحداث، وهو أمر لا نعتقد أن الحوثي يقدره حق قدره، ولا يعد من أولوياته.

الحوثي مستغرَق في الوقت الحاضر في تنفيذ الأجندات الإيرانية التي تحمي مصالحها.

ومع ذلك قد يكون خياراً تكتيكياً يهدف إلى حماية عملية السلام. غير أن المملكة كقوة إقليمية لا يمكن أن تكون لها مصلحة في التخلي عن حماية الملاحة في البحر الأحمر وتركها للمجتمع الدولي.

٥- من حق أي دولة أن تحدد خياراتها التكتيكية والاستراتيجية، وهي في تحديد الخيارات التكتيكية تخضع للظرف الذي تتحرك فيه، وقد تأخذ أحياناً قرارات للخروج من مأزق ما، أو الرد على انتكاسة عابرة، أو الانتقام من عمل مناوئ، غير أن الخيار التكتيكي قد يمتد أثره أحياناً على المدى البعيد ليعيد بناء الخيارات الاستراتيجية على نحو يصعب معها أن يتحقق.

لذلك نجد أن دول المنطقة في الوقت الحاضر، وفي ضوء ما استجد من أوضاع، تحتاج إلى أن لا تسمح للخيارات التكتيكية بالتأثير على الخيارات الاستراتيجية.

مهادنة الحوثي والتطبيع معه، قد يكون خياراً تكتيكياً، لكن هذا التطبيع والمهادنة يجب أن لا يقودا إلى تمكينه من السيطرة على اليمن، وإلا فإن التكتيكي هنا سيكون وبالاً على الخيار الاستراتيجي، لأن الحوثي هو جزء من قوة لها أهدافها التي تتناقض موضوعياً مع استقرار هذه المنطقة، وفي المقدمة السعودية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد