;
حميد الأحمر
حميد الأحمر

في الذكرى الثالثة عشرة لثورة فبراير المجيدة .. 454

2024-02-12 02:29:11

ومثلت هذه الثورة العظيمة تطلعات كافة اليمنيين، إذ انفتحت على كل من آمن بأهدافها ومقاصدها النبيلة، وأحدثت هزة كبيرة للسلطة الحاكمة من خلال انضمام إعداد كبيرة من المحسوبين على السلطة إلى صفوف الثورة من وزراء وقيادات رسمية مدنية وأمنية وعسكرية من كافة المستويات القيادية رأوا في هذه الثورة مطلب حق يجب مساندته، وهالهم عنف السلطات واستباحتها لدماء أبناء اليمن المطالبين بحقوقهم بسلمية شهد لها الجميع، وكان لتلك الانشقاقات أثرها الكبير في التعجيل بسقوط النظام كأول وأهم مطلب للثورة والثوار.

كما سبق الثورة نضال فكري تعبوي راقي لسنوات لتعزيز قيمة النضال السلمي كخيار أفضل لاستعادة الحقوق، خاصة والشعب اليمني مجتمع مسلح، وهذا ما ثبت في الخروج السلمي الرائع في كثير من المحافظات القبلية المعروفة بامتلاك أبنائها للسلاح المتوسط والثقيل، ومع ذلك خرج أبنائها للمطالبة بحقوقهم سلميا رغم تعرضهم للقمع والعنف،

يذكر أيضا أن الخروج في الساحات، كان قد بدأ منذ الربع الأخير من عام ٢٠١٠، ودشنه مجموعة من البرلمانيين بوقفاتهم الأسبوعية التي تجاهلها النظام، ثم تحولت إلى وقفات جماهيرية أسبوعية هذا كله قبل أن تبدأ ثورات تونس ومصر، وأن كانت تلك الثورات قد أكسبت ثورة اليمنيين الفبرايرية زخم جماهيري واهتمام عالمي أكبر، إلا أنه أثر محدود، على العكس من ذلك فقد تعرضت ثورة فبراير لموجة الثورات المضادة التي قادتها بعض القوى الدولية والإقليمية على الثورات الشعبية العربية المتزامنة، وسنأتي على ذكر ذلك الأثر لاحقا.

- نترحم على أرواح شهداء ثورتنا السلمية الذين سقطوا دفاعا عن الثورة على يد السلطة القمعية سواء في العاصمة صنعاء في جمعة الكرامة وما سبقها وما تلاها من أعمال قمع للساحات والمسيرات، أو من سقطوا إثر قمع السلطة لساحة الاعتصام في الحالمة تعز، أو ممن استشهدوا من شباب عدن في مسيراتهم السلمية التي خرجت للمطالبة بالحقوق، أو شهداء حرب الحصبة الغادرة أو في غير ذلك من الساحات والأماكن.

▪️الثورة المضادة ..

غير أن المفزع في الأمر أن ذلك الانقلاب المشؤوم الذي أسقط الدولة في يد جماعة إرهابية مارقة، ما كان له أن ينجح إلا بتواطؤ ومشاركة من الرئيس المنتخب عبدربه منصور هادي، الذي كما يبدو نجحت إحدى الدول الإقليمية التي قادت موجة الثورات المضادة في المنطقة في جره إلى التماهي مع مخطط إسقاط الشرعية والانقلاب على الثورة الشعبية التي أوصلته إلى رأس السلطة، فماطل في تنفيذ متطلبات المرحلة الانتقالية، وأبقى كثيرا من الفاسدين في مواقعهم، ووقف حجر عثرة أمام كثير من الإصلاحات الضرورية، وساهم في إعاقة عمل الحكومة.

والأهم من ذلك انه حول انكسار جماعة الحوثي أمام صمود أهالي دماج إلى نصر لهذه الجماعة بإيقاف دعم أهالي دماج والسماح بتهجيرهم، وبالتالي توجيه وحدات الجيش بتسهيل وصول هذه الجماعة إلى مشارف العاصمة، فتآمر على القبيلة اليمنية ومن ذلك التآمر على حاشد هو والرئيس السابق والتي صمدت أمام زحف جماعة الحوثي قرابة ثمانية أشهر ، كما خذل اللواء ٣١٠ في عمران وقائده البطل العميد الشهيد حميد القشيبي -رحمه الله- الذي سيخلده التاريخ كأيقونة للوطنية والذود عن المبادئ ، ولم يخجل هذا الرئيس من مباركة سقوط عمران في يد هذه الجماعة، كما لم يقم بواجبه في الدفاع عن العاصمة وتآمر على حاميتها العسكرية، وساهم في قصفها، ووجه الوحدات العسكرية ومسئولي العديد من المرافق والمحافظات للتسليم لجماعة الحوثي ، ولم يكترث بالتحذيرات والمآلات لينتهي به المطاف محاصرا من هذه الجماعة ثم فار إلى عدن ومنها إلى خارج البلاد التي استمرأ البقاء خارجها إلى أن أُرغم على نقل السلطة لمجلس الثمانية.

▪️ثورة فبراير ما بعد انقلاب ٢٠١٤م..

وهنا سجل التاريخ بحروف من نور الموقف العظيم لقبائل محافظة مأرب التي تداعت لتكون حصن وقلعة الجمهورية، ولينطلق منها نضال أسطوري لمنع استسلام اليمن لحكم الكهنوت البائد بثوبه الحوثي البغيض، وفتحت مأرب أبوابها لكل الأحرار من قادة وأفراد الجيش الوطني وأبناء القبائل والقيادات السياسية والمجتمعية وكل ثائر حر ليكسروا إرادة الحوثي الذي حظي بدعم وتواطؤ من العديد من القوى الدولية والإقليمية وجرذان السياسية وضعاف النفوس وأصحاب الأحقاد ، وإعلان أن اليمن لايمكن أن ترضى بحكم هذه الفئة الدخيلة عليه ، وعلى خطى مأرب لم تبخل درة اليمن تعز في أن تكون أيضا حائط صد أمام التمدد الحوثي ووقفت تعز صامدة حتى اليوم على الرغم من الخذلان الكبير لها من الشرعية والتحالف.

كما خاض أبناء مدينة عدن الغالية ملحمة نضالية بطرد قوى العبث الانقلابي التي حاولت السيطرة عليها وطردتها بدعم مقدر من التحالف العربي بقيادة الشقيقة الكبرى. ويستحضرني في هذا المقام الشهيد الشيخ أحمد علي باحاج محافظ محافظة شبوة الذي استشهد دفاعا عن محافظته أمام محاولات التمدد الانقلابي.

وعندما نكل الحوثي بشركائه السياسيين في انقلاب ٢٠١٤ ، لم يجد الكثير من هؤلاء إلا مأرب الثورة والجمهورية بسلطانها ورجالها وقبائلها وثوار وأحرار اليمن الذين اتخذوا منها معقلهم لمواصلة نضالهم لاحتواء هؤلاء من جحيم الحوثي الذي كانوا أحد أسبابه ، ومع إدراك الجميع لدور الرئيس المنتخب في انقلاب ٢٠١٤ إلا أن القوى الوطنية التي تمثل الشعب وثورته السلمية حافظت على شرعيته لما يمثله ذلك من حفاظ على شرعية الدولة وكيانها في مواجهة الانقلاب الحوثي، وإعطائه فرصة أخرى للتكفير عما قام به ، وللأسف خذل عبدربه هادي الجميع مرة أخرى وساهم أدائه في إضعاف الشرعية وفرض مزيد من التعقيدات على المشهد اليمني المعقد أصلا مما ساهم في إطالة أمد الحرب ونشوء قوى مليشيا جديدة بشعارات وممارسات تهدد النسيج الوطني وتعيق جهود استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب وتبيح اليمن للمزيد من التدخلات الخارجية ، إلا أن ذلك لم يمنع أحرار اليمن من خوض وتحمل العبء المضاعف الناتج عن هذا الواقع المعقد ومواصلة معركة الدفاع عن الدولة والشرعية بالرغم من الاختلال الكبير في موازين المواجهة، ولا يفوتني هنا أن أدعو بالرحمة لشهداء الدفاع عن الدولة وشرعيتها منذ الانقلاب المشؤوم حتى اليوم من قادة وجنود ومشائخ وأفراد، مع الإشادة بالثبات المشرف للثلة التي حملت على كاهلها الدفاع عن اليمن وشرعيته وجمهوريته ووحدته على الرغم من الحجم الكبير الذي يواجهونه من الخذلان والتآمر .

وبالحديث عن جماعة الحوثي الانقلابية الإرهابية، تجدر الإشارة إلى أن هذه الجماعة التي تتسلط على العاصمة صنعاء وأجزاء غالية من الوطن، لم تصل إلى الوضع الحالي نتيجة لقبول شعبي بها في مناطق سيطرتها ، ولا رضا عن فكرها ومنهجيتها، ولم تسيطر على مناطق سيطرتها نتيجة لقوتها، ولكن حدث ذلك ،كما سبق التوضيح، بخيانات كبيرة وتواطؤ كثير من القوى الدولية والإقليمية الغير خافي على أحد، وأداء مخزي للشرعية بقيادة عبدربه ، وهو الأداء الذي لم يطرأ عليه أي تحسن ملموس منذ نقل السلطة لمجلس الثمانية الذي يبدو أن مايفرق أعضائه أكثر مما يجمعهم.

▪️الواقع اليوم والواجب إزائه ..

وإني لأتطلع لليوم الذي نرى جميعا -بإذن الله- ثورة أبناء اليمن ضد هذا الكيان الغاشم في مناطق سيطرته نفسها التي تعرفوا على حقيقته ومدى بشاعة مشروعه وممارساته ولعل ذلك قريب بإذن الله.

shape3
الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد