لم يدع الحوثي ولا طريقاً واحداً للعيش في البلاد، كل الطرق في زمنه غير سالكة، كل الممرات ليست آمنة وحدها ربما الطرق التي تؤدي إلى المقابر تبدو معبدة وسهلة في عهده.
أغلق الحوثي كل طرقات الانتقال السلمي، قطع كل سبل العمل السياسي، أعاق كل وسائل التحول الديمقراطي، ادخل البلاد كلها في متاهة لا أول لها ولا آخر.
حاصر المدن، ونصب النقاط ووسع القطاعات ووضع الحواجز والمتارس، حفر الخنادق، زرع الألغام، أعاد الاعتبار لعصابات التهريب وجماعات المافيا وزعامات القرصنة.
وها هو اليوم يقدم نفسه عالمياً قاطعا طريق في البحر الأحمر بكل سخافة وغباء.
هجر اليمنيين قسراً ومن بقي منهم تحت رحمته أذاقهم الويلات.
قطع مرتبات الموظفين، وصادر مواد الإغاثة واستحدث منافذ جديدة للجمركة، منع توريد الغاز من محافظة مأرب.
ماذا تنظرون من قاطع طريقا أن يفعل؟
تعامل مع كل المبادرات المحلية والدولية التي تطالبه بفتح الطرقات الرئيسة بين المدن أمام المارين والمسافرين بكل صلف وعنجهية وكبر.
قابل كافة المساعي والجهود الإنسانية والمجتمعية بمزيد من التصلب والرفض.
كم هي مؤلمة وفظيعة تلك المناظر والمشاهد لمعاناة المسافرين في الطرقات الرملية البديلة لكن الأفظع منها بقاء الحوثي واستمراره.
تحت ذريعة فتح الطرقات والمعابر لإدخال المساعدات والإغاثة لأهلنا في غزة جلب الحوثي مزيداً من العدوان على اليمن واستدعى مزيدا من القوات الأجنبية في المياه اليمنية وتسبب في مزيد من انتهاك السيادة الوطنية ويظن أنه بذلك يحسن صنعا.
يذرف دموع التماسيح على الغزيين في حين يوسع الخناق ويضيق قبضته على التعزيين ويا لها من إنسانية مشوهة.
يقال إن تلميع الحذاء لا يضيف شيئاً إلى حقيقته وكذلك تلميع الحوثي ومحاولة تجميله من خلال موقفه من حرب غزة لن يغير شيئاً في حقيقته لدى اليمنيين.
سيظل الحوثي مجرد قاطع طريق في نظر اليمنيين مهما حاول خداع غيرهم.
من يظن أن الحوثي سيفتح الطرقات مبالغا في التفاؤل ومفرط في حسن الظن ذلك أن إغلاق الطرقات حرب حوثية لا تقل أهمية عن حروبه الأخرى.
يتخذ الحوثي من الطرقات مترساً كبيراً له ويجعل منها مصيده واسعة للفتك بخصومه.
إن التخلص من قاطع الطريق أولى من استجدائه لفتحها وإن نفض غبار صحراء الجوف أهون من استمرار غبار التاريخ وبقايا العفن عالقاً في جسد الدولة.. وإن انقلاب المركبات مهما عظم فيه المصاب يبدو أقل فداحة من بقاء الانقلاب على مؤسسات الدولة.