تصريحات وزير الخارجية الأمريكي من العاصمة السعودية الرياض توحي بعدم وجود أي رغبة حقيقة وجادة من الإدارة الأمريكية لوقف التعنت والإرهاب الذي تمارسه المليشيات الحوثية تجاه المنطقة ككل.
الليلة يجدد بلينكن في تصريحات صحفية لقناتي العربية والحدث "رغبة واشنطن في استمرار الضغط على إيران لإقناع الحوثيين بوقف الهجمات في البحر الأحمر. "كأن إيران دولة وسيط وليست دولة راعية وممولة ومحركة للحوثيين".
تصريحات بلينكن تتناقض جملة وتفصيلا مع عدة تصريحات أمريكية سابقة تؤكد أن إيران هي من يقف وراء دعم الحوثيين في اليمن، بل المبعوث الأميركي لليمن أكد أن من يقود العمليات العسكرية في البحر الأحمر هي قوات الحرس الثوري الإيراني.
نحن نقف اليوم أمام العناوين الرئيسية للاستراتيجية الأمريكية تجاه الحوثيين والسعودية.
مليشيا الحوثي منتج أمريكي، تم إنتاجه في رحم إيران، وتم رعايتهم
وصناعتهم طوال السنوات الماضية للوصول إلى أهداف اللحظة وهو ابتزاز المملكة العربية السعودية سواء في مواقفها السياسية أو الاقتصادية.
تحدث وزير الخارجية الأمريكي بعد دقائق من لقائه بولي العهد السعودي برؤية واشنطن وخططها في التعامل مع التعنت والتحدي الحوثي لكل دول المنطقة.
التصريحات تكشف بما لا يدع مجالات للشك أن واشنطن تستخدم الحوثيين كأهم أدوات الابتزاز في وجه المملكة العربية السعودية.
تصريحات وزير الخارجية الأمريكي كأنه يقول "لا حول ولا قوة لواشنطن في وقف تهديدات الحوثيين للملاحة الدولية أو ضرب دول الجوار، ومفتاح وقف كل هذه العتريات هي إيران.
إعلان الحكومة اليمنية انهيار خارطة الطريق وتوقفها مع المليشيات الحوثية قبيل زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى الرياض بـ48 ساعة، يكشف ثمة تنسيق بين موقف الشرعية مع الرياض، ومناورة استباقية من الرياض أمام مناورات واشنطن تجاه المملكة.
اليوم هرول رئيس الوزراء "وزير الخارجية اليمني" أحمد عوض بن مبارك إلى الرياض، هناك مواقف صامتة تجري في الأروقة وصراع لتحديد المواقف وتبني أهداف المرحلة.
هناك تدليل يفوق نعومة الحرير من الإدارة الأمريكية تجاه المليشيات الحوثية.
وهناك تذمر سعودي كبير تجاه تلك المواقف..
نعيش لحظات تتصارع فيها مصالح الكبار، على رقعة شطرنج اليمن أرضا وإنسانا.
ونعيش في ذات اللحظة كضحايا نفتقد لأوراق صناعة الموقف الشجاع مع المصالح السيادية لليمن .
هناك انفجار قادم ... انفجار مدوي ..
سيطيح بكل أحجار اللعبة ولن يصح إلا الصحيح..
ولا نامت أعين الجبناء.