السفن عادت للحركة عبر خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن .. والحوثي تراجع كثيرا عن تنمره واستهدافه للملاحة الدولية، باستثناء استهدافات ممنهجة تبقي استمرار الضجيج الإعلامي لعنترياته.
الحوثي يدرك جيدا ما يتم الترتيب له على كل الصُعد، وقنواته الخلفية تعمل بوتيرة عالية، وتتلقى كل إشعار بحذر.
مغازلة الحوثي لروسيا والصين وعرضه لهم بالسماح لسفنهم بالعبور الآمن، غير من حسابات الاتحاد الأوروبي. وبدأ الكل يدرس خيارات الربح والخسارة بعيدا عن تدليل تل أبيب أو ضغوط واشنطن.
يوم أمس دعا زعماء الاتحاد الأوروبي بإجماع منقطع النظير، إلى هدنة إنسانية “فورية” في غزة تؤدي إلى وقف إطلاق النار.
أفاق الاتحاد الأوروبي مؤخرا، وتيقن
إن ثمة أطرافا دولية تسعى لتغذية أمد الاستهدافات في البحر الأحمر، فهناك ثمار غدق يجنيها خصومهم.
منها مساعي تجفيف الدعم الغربي لأوكرانيا، وقد نجح ذلك إلى حد كبير.
إضافة إلى تكبيد الاقتصاد الأوروبي خسائر فادحة على غرار ما صنعه الاتحاد الأوروبي تجاه روسيا.
الكبار لا يلعبون لعب الصغار، ولا يفوتهم اقتناص فرص اللحظات المثمرة والحرجة لتوجيه الضربات القاتلة للخصم.
سيخرج الحوثي من المشهد أو يظل ذيلا تابعا في حال قرر الثنائي العملاق " روسيا والصين" الاستمرار في اللعبة.
الاتحاد الأوروبي أدرك قواعد اللعبة الجديدة فسارع لفض المشهد وباشر بالتحرك لسحب البساط من تحت ميليشيا الحوثي في اليمن الذي يختبئ خلف مظلومية غزة .
كثيرون في الغرب وصلتهم تقارير تتحدث عن نية طهران وشركائها الجدد "الاستمرار في تفعيل خدمات الحوثي في اليمن، والاستمرار في عمليات الاستهداف لطرق الملاحة الدولية.
ثمة معلومات تتحدث عن مطالب وملفات ستظهر بعيد إيقاف الحرب على غزة وفك الحصار عنها.
وعليه لكل مشهد قراراته وتحدياته.
لا يمكن للمجتمع الدولي الاستمرار في قبول وتقبل التنمر الحوثي في المنطقة
فصبرهم الذي طال كان تماشيا مع مخططات تل أبيب وواشنطن، لكن الوقت طال وأصبح مكلفا للمرحلة والمنطقة.
الغرب لا تحكمه إلا المصالح، ومصالحه لدى أطراف عربية تنتظر رفع الحماية الصامتة عن الحوثي، لبدء خطوات التطهير لسواحل البحر الأحمر وبقية اليمن، من براثن السرطان الإيراني الذي يبدو أنه خرج عن نص المشهد الذي طلب منه، وانحاز لجهات تعد خصما وعدوا لمن دللوه وأوصلوه إلى دار الرئاسة .
قريبا تنهار مشاريع التشيع ومشاريع التصهين ..
أوروبا لا تقوى على الصمود فهي اليوم عجوز شمطاء تنخر من الداخل وتنهار من أعماقها، وتتهاوى أمام تحدياتها الاقتصادية ونفوذ تيار اليمين المتطرف فيها.
وأمريكا تنتظرها خاتمة أشد سخرية وتراجيدية لكل المتابعين.
أنه الله.
وهذه سنن الله في تاريخ الحضارات والشعوب.
ولا نامت أعين الجبناء.