ثمانية أيام حسوما مرت بين إعلان الشرعية على لسان رئيس الوزراء د أحمد بن مبارك توقف خارطة الطريق الأممية يوم 18 من الشهر الحالي،
وبين هرولة زعيم المليشيات الحوثية عبدالملك الحوثي ورئيس ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى للحوثيين "مهدي المشاط " وإعلان كلاهما موافقتها القبول بخارطة الطريق الأممية .
ما الذي حدث ؟
يوم 20 مارس الحالي تم استدعاء رئيس الوزراء بن مبارك إلى الرياض بشكل عاجل.
يوم 21 مارس يلتقي وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، مع رئيس الحكومة اليمنية ويناقش معه خارطة الطريق الأممية، رغم أن اليمن أعلنت توقفها.
بن مبارك يؤكد أنه التقي بالأمير خالد بن سلمان لكنه تجاهل كلية الحديث عن خارطة الطريق التي أعلن توقفها، لكنه قال إنه ناقش معه "مختلف المجالات وسبل الارتقاء بها.
بعد ذلك اللقاء الرفيع مع المسؤول الأول عن الملف اليمني "خالد بن سلمان" لم يصدر أي تعليق آخر للحكومة اليمنية حول إعلانها إيقاف خارطة الطريق، كما تم تجاهل ذلك الإعلان كلية من الجانب السعودي.
يوم الإثنين ودون مقدمات يدعو مهدي المشاط قيادة التحالف العربي " إلى المضي قدماً نحو إحلال السلام المستدامِ وتوقيع وتنفيذ خارطةِ الطريق التي تم التوصل إليها في المفاوضات برعاية سلطنة عمان.
مؤشرات المشهد:
الأحداث تؤكد أن الإدارة الأمريكية والبريطانية متمسكتان وبقوة بوجود الحوثي على الأرض كقوة عسكرية فاعلة وكشريك سياسي للمستقبل، رغم كل عواء واشنطن ولندن على خطوط الملاحة الدولية واستهدافات الحوثي لها.
خطابات الحوثي المفاجئة بقبول خارطة الطريق الأممية لم تأتي من فراغ بل وفق توجيهات تلقها الحوثي عبر قنواته الخلفية.
إعلام الشرعية بوقف خارطة الطريق الأممية لم يكن موقفا منفردا بل بالتشاور مع السعودية، وقد جاء قبل زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى الرياض بـ48 ساعة فقط.
التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بوزير الخارجية الأمريكي وطرحت عدة ملفات ومنها الملف اليمني.. ما هي مقايضات إقناع اليمن بالتراجع عن موقفها الرافض بالتعامل مع خارطة الطريق الأممية ..
وما هي الالتزامات التي قدمتها واشنطن للرياض مقابل قبول الحوثي بتلك الخارطة الأممية.. أسئلة تبحث عن أجوبة؟
بعد 96 ساعة فقط من الالتزام الأمريكي للرياض بقبول الحوثي بخارطة الطريق الأممية يعلن كلا من عبدالملك الحوثي ومهدي المشاط موافقتها على تلك الخارطة الأممية.
نحن أمام مشهد سياسي يكشف بكل أبعاده عمق التقارب الأمريكي مع المشروع الإيراني لتدمير المنطقة واستنزافها وتفتيت مكونها الاجتماعي وبنائها على أسس طائفية.
ونزع سلطة الدولة ودعم سلطة المليشيات.
كما أنما أمام مشهد يكشف سرعة تطويع الحوثي للرغبات الأمريكية فما كان رافض له بالأمس أصبح مرحبا به اليوم، مها حاول الاختفاء وراء المصطلحات والألفاظ والاشتراطات.
تماهي الشرعية أمام هذه التنازلات التي تقدم للمشروع الإيراني، يكشف هشاشة الموقف الرئاسي.
الأمور تحتاج إلى مكاشفة حقيقة وصريحة مع القوى الحقيقة على الأرض وفي مقدمتها المؤسسة العسكرية والمقاومة الشعبية والأحزاب السياسية.
ما لم فسوف يكون الثمن باهظا جدا جدا