لا أحلام سعيدة، ولا فساتين بيضاء، وحتى لا مناسبات فرائحية، تقول أسماء عبدالله، الشابة بتقدير سنوات عمرها السابعة عشرة؛ لكنها تبدو غير ذلك، بملامحها المرهقة وآهاتها الحزينة، إذ تعد نموذجا لمئات الفتيات بمخيمات النزوح في اليمن حيث تكبر مآسيهن من يوم لآخر ممتدة لنحو عقد من الزمن، تروي أسماء مواجعها لمنصة أطفال اليمن وتفاصيل يوميات ثقيلة لحياة قاسية إذ مثل زواجها المبكر تبديدا لأمنياتها المشروعة ضمن حكاية لم يخطها القدر بل ظروف الحرب والمعيشة، فبدخولها مرحلة جديدة كأم قاصرة أعيتها المسؤوليات وهدتها ضغوطات زواج يشعرها بضياع ووحدة مخيفة باعتباره ظاهرة مجتمعية سلبية متنامية بمخيمات النزوح على الأقل في ظل غياب مبادرات حقيقة تحد أو توقف زواجا يسلب طفولة الفتيات وضحكاتهن.
تفيد عبير الحيمي أخصائية اجتماعية أن ضحايا الزواج المبكر مرعبة كونهن فتيات فاقدت للنضج والقدرة الكافية لمواجهة المسؤوليات الزوجية فضلا عن مهام الأمومة ما يتسبب عادة بمشاكل أسرية مصحوبة بآثار صحية ونفسية خطيرة على الفتاة وأسرتها بدرجة رئيسية وكذلك مجتمعها.
تؤكد تقارير إحصائيات منظمة اليونيسف المعنية بالطفولة أن 72 % من الفتيات اليمنيات يتزوجن بسن دون الثامنة عشرة، 15% منهن تحت الخامسة والتاسعة عشرة، موضحة أن معظمهن لديهن أطفال، مشيرة لوفاة فتاة وخمسة أطفال كل ساعتين نتيجة مضاعفات الحمل والولادة.
تستند منصة أطفال اليمن على تقارير دولية بداية، وعلى تقصي المنصة لتجربة أسماء عبدالله، كنموذج مؤلم يجسد واقع مرير لفتيات النزوح وطفولتهن المهدرة مطالبة بمعالجات وخطط مجتمعية وحكومية عاجلة للحيلولة دون مزيد من الضحايا، مناشدة جهات الاختصاص المحلية والعالمية العمل بجدية أكثر حماية للفتيات وتأمينا لحقوقهن التعليمية والصحية من أجل ضمان حياة كريمة.