مازال القائد محمد قحطان رمزا حيا في سجن الظلام يمثل مسيرة القائد الوطني التاريخي ويعطي بصموده نموذجا للأجيال ويعيد ملاحمة القادة الأبطال عبر التاريخ حيث يموت السجان غيضا وذعرا منه كل يوم لأنه يذكره بسنن التغير وقوة الشعب وإرادته القادمة من وراء غسق الليل مهما بدأ مظلما.
فإخفاء قحطان هو إخفاء ومحاولة طمس مسيرة الثورة والحوار وكل الوثائق الوطنية مثل الدستور ووثيقة الحوار والتجربة السياسية الديمقراطية التي تهدد وجود الحكم العنصري وعقيدته الاستعلائية الإمامية الغريبة والدخيلة على الشعب.
عندما بدأ نلسن مانديلا نضاله في وجه التمييز العنصري في خمسينيات القرن الماضي كان ينظر إلى عمله وزملائه كنوع من العبث لكنه وقف ليقول وهو مازال في بداية الطريق:
سنناضل وسنصل وسأكون أول رئيس أسود في جنوب أفريقيا وقد كان؟!.
حينها كان حلما مستحيل التحقيق لكنها قوة الشعوب وسر قوة الحق إنها ثقة القادة التاريخيين وصوت الضمير الشعبي، عندما اجتاحت المليشيات العنصرية صنعاء صرخ محمد قحطان بثقة القائد الخبير معبرا عن ضمير اليمنيين: إنها انتفاشة سرعان ما تتلاشى.
ومازالت المليشيا عاجزة عن أن تكون دولة رغم كل الفرص والتناقضات التي تهب لصالحها فما زالت تمارس إلى اليوم انتفاشة العصابة وقطاع الطرق وهي تخبو كل يوم وتتلاشى مع الوقت مهما بالغت في الانتفاشة والتكشير ونهب الأموال وتهديم البيوت وتجاوز القانون والعبث بكل شي فهذه هي عناصر الانتفاشة ومصير الانتفاشة التلاشي طال الزمن أو قصر.
حقيقة إخفاء محمد قحطان بهذه الشكل غير الإنساني والتعامل مع أسرته خلافا لكل القيم والأعراف هو تأكيد لان من يسيطرون على صنعاء لا علاقة ولهم بالشعب وقيمه ولا يمارسون الحكم كدولة ولن يمارسوه، ولن يستطيعوا.
هم إلى اليوم وسيظلون حتى يوم تلاشيهم يمارسون الانتفاشة التي يتفنن بها قطاع الطرق والجماعات العنصرية وهناك فرق كبير بين التصرف كدولة للشعب وممارسة الانتفاشة المرتعشة حتى وهي تظن أنها قوية.