;
أحمد شبح
أحمد شبح

صلاةُ "المُحاربين" في "محاريب" الكفاح 396

2024-04-14 23:57:17

يُبدع قادة الجيش، بصورة مُدهشة، في ابتكار أساليب جديدة لإحياء شعائر المناسبات الوطنية والدينية، خارج العرف والعادات الدارجة المألوفة، بما يحمله التقليد العسكري من دلالات مكانية وزمانية، ليس أقلها إعادة الاعتبار للمناسبات وتخليدها في حاضر ومستقبل اليمنيين، وإضفاء قيمة ومعنى ووهجا في نفوس الأبطال المقاتلين وفي وجدان كل الأحرار.

هذا العيد، وأعيادٌ سبقت، اختارت قيادة القوات المسلحة اليمنية إحياء شعائر عيد الفطر المبارك في الميدان والجبهات القتالية، على التماس مع الحوثي وإيران، عدو اليمنيين والعرب.

shape3

من خطوط النار ظهر القادة الأقحاح ببدلاتهم وكامل قيافتهم العسكرية، متوشحين أسلحتهم وجعبهم وعدة المُقاتلين، خلال أداء صلاة العيد في المعسكرات والمواقع والزيارات التفقدية للمُقاتلين في الخطوط المتقدمة، وتبادلوا تهاني العيد مع خير الأجناد وأصدقهم.

اتخذوا من الأرض مسجدا وطهورا، وأرضنا اليمنية تبقى طاهرة مُطهّرَة ما لم يدنسها أنجاس فارس وما لم يطأها سلاليٌ حاقد.

اصطفّ القادة جنبا إلى جنب وكتف لكتف في ساحات الوغى، مُستشعرين عظمة وأجر فريضة الجهاد المقدس، مُترحمين على قادة وأبطال نالوا شرف الشهادة، يرددون تهاليل الشرف الأقدس وتكبيرات النصر المُنتظر الذي يصنعونه بتضحياتهم وبالدم والدمع.

اللهُ أكبر والعزة لله وللراية واللواءُ. سجدوا وركعوا لله الخالق، وهم لا يركعون ولا ينحنون لغير الله، وغبّروا جباههم بتراب اليمن. عَرَقُ جباه أولئك المُجاهدين، وهي أشرف موضع للإنسان، هو الذي يحيا به اليمن ويحيا عليه خير من أنجبت البلاد، في دنياهم وبعد الممات.

في مأرب، اختار قائد الجيش المُحارب، رئيس هيئة الأركان العامة، الفريق الركن صغير حمود بن عزيز، أن تكون صلاة العيد الرسمية لقيادة رئاسة هيئة الأركان العامة، صلاة حرب وصلاة المحاربين، وأن تكون الخطبة حربية.

بمعية نائب رئيس مجلس الشورى عبدالله بلغيث، أدى القائد صلاة العيد في أحد المواقع، إلى جانب قادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة وقادة الهيئات والدوائر العسكرية وقادة القوى والكليات والمعاهد والوحدات العسكرية وجموع من الضباط وضباط الصف والجنود، وقيادات مدنية واجتماعية.

رسالة التحدي التي أرادها القادة، أتت بعد ساعات قليلة من استهداف مليشيا الإرهاب الحوثية الإيرانية لمدينة مأرب، المزدحمة بملايين اليمنيين، بصاروخين باليستيين عشية أول أيام عيد الفطر المبارك، في محاولة لتحويل الفرحة إلى مأساة وارتكاب جريمة جديدة بحق المدنيين والمهجرين والنازحين الذين فروا من بطش المليشيا.

بعد الصلاة والخطبتين، تبادل القائد التهاني مع رفاقه، وانطلق لزيارة الوحدات العسكرية والمقاتلين في قطاع المنطقة العسكرية السادسة بمحافظة الجوف.

وفي مكان الاستقبال عايد القادة والأفراد، فردا فردا. ثم ألقى فيهم كلمة توجيهية فيها ما فيها من المعنوية وشحذ الهمة والتواصي على الصبر والإخلاص.. حاثّاً على بذل كل الجهد الوطني والقتالي، والعمل بالأسباب فالنصر من عند الله “فنحن على حق ومشروع حياة، وعدونا على باطل ومشروعه الموت والخراب وهو إلى زوال”.

يقضي القائد بن عزيز، الأعياد والإجازات في الميدان، لم يبرح مترسه، ولم يخلع بدلة ولامة الحرب، باقِ على الأرض بجوار القادة والجُند، يتشارك معهم أفراحهم وأتراحهم، في أيام العيد وسائر أيام وأعوام الكفاح، متخذا من مقر عمله منزله ومن المقاتلين أهله، مُتنقلا بين المواقع والمكاتب، حاملاً على كاهله أثقالاً هائلةً تنوء بحملها الجبال. حباه الله بصفات ومهارات القيادة والإدارة ومنحه صبرا وحكمة وعزيمة وشجاعة.

ومن الخطوط الأمامية بعث الفريق بن عزيز رسائل واضحة صريحة، وخاطب المليشيا الحوثية بكلمات كالرصاص، هي الأشد وقعا ووجعا للأعداء: لن تمروا، سيندثر مشروع إيران الإرهابي في اليمن.. قواتنا المسلحة قادرة على دفن هذا المشروع التخريبي”. قال ذلك، وهو يعي ويعلم ما يقول، والعارف بجيشه وأبطاله.

وعلى مرأى من عدوهم الحوثي أدى قائد المنطقة العسكرية الثالثة المُحارب الجلد اللواء الركن منصور ثوابه، صلاة العيد في خطوط التماس في جبهات مأرب، وفعل مثله قائد المنطقة العسكرية السابعة المُقاتل الشرس اللواء الركن محمد المنتصر. قائد المنطقة العسكرية السادسة المُجاهد البطل اللواء الركن هيكل حنتف، هو الآخر أدى صلاة العيد مع المقاتلين في مواقع النار بجبهات محافظة الجوف.

رسالة الحرب والتحدي الأخرى، أتت من محافظة صعدة.

على مسافة قصيرة من وكر زعيم الحوثية وقبر مؤسسها الهالك، اختار قائد محور مران قائد ألوية العروبة المُجاهد البطل ابنُ منطقة وصاب، اللواء الركن عبدالكريم السدعي، أن تكون صلاة العيد في مقر المعسكر التدريبي للمحور.

وقف القادة والأبطال كالبنيان المرصوص، في لوحة وطنية ملأت قلوب اليمنيين وقلوب العرب راحة واطمئنانا وجذبت اهتمام وسائل الإعلام وشبكات التواصل.

بعد خطبة نارية وتبادل التهاني، وقف البطل السدعي أمام رفاقه، وهو المقاتل والقائد الشجاع الذي يتدفق ولاء وإخلاصا، مُتحدثاً بكلمات من القلب ملؤها الإيمان بالقضية واليقين بالنصر الذي يأتي مع الصبر.

على الجانب الآخر، وفي محور الرزامات بمديرية الصفراء، أدى قائد محور الرزامات قائد لواء حرب1 المُناضل البطل، ابن محافظة البيضاء، العميد محمد صالح الغنيمي "أبو جبر" صلاة العيد مع الأبطال والمُقاتلين داخل المحور، متبادلا مع رفاق السلاح التهاني.

وتحدث إليهم بكلمة صادقة عزّزت معنوياتهم وجذوة الروح الجهادية وإيمانهم بعدالة القضية اليمنية العروبية وقيم الولاء الوطني.

وفي محافظة شبوة، أدى صلاة عيد الفطر المبارك مع قادة الوحدات والضباط والجنود المرابطين في قطاع عارين، وتبادل معهم التهاني العيدية.

وفي سيئون محافظة حضرموت، صلّى رئيس أركان المنطقة العسكرية الأولى العميد الركن عامر بن حطيان، مع القيادات العسكرية، وفي شبوة فعل الأمر ذاته قائد القوات المشتركة بمحور عتق، قطاع عارين، قائد اللواء الثاني مشاة جبلي العميد ركن مهدي يسلم طالب.

كانت صلاة الأبطال المُحاربين على محراب الوطن، بيانٌ شاف لليمنيين في العاصمة صنعاء ومناطق الخضوع لمليشيا إيران، الذين باتوا لا يخرجون لصلاة العيد ولا صلاة الجمعة، بعد أن حوّلتها المليشيا الحوثية إلى مناسبات للتحشيد الطائفي ونشر الأفكار الخمينية، وحولت المساجد إلى أشبه بحوزات شيعية وقاعات لعرض خطابات زعيم الجماعة، وجعلت من المنابر منصة للتكفير واللعن ومحاولة إضفاء القداسة لكاهنهم وتحريف النصوص لتسويق العبودية والتمييز العنصري.

تلك المشاهد الحربية المُهابة، تُرهب الأعداء وتهز أصنامهم، وتبعث الاطمئنان لكل يمني وعروبي شريف، وتُعيد إلينا روح الانتماء والعزة والثقة.

الصورة الرائعة، وهي تستحق بروازا من ذهب، ستبقى محفورة في ذاكرة الأجيال بما تختزله من المعاني والمفردات.

إنها تزيدنا ثقة بأن الأبطال المُقاتلين وهم خير من أنجبت الأرض، هم صُنّاع عيدنا الأعظم وأعياد العرب ونصرنا المؤزر.

وتلك العزائم الفولاذية والوطنية المُتدفقة والجاهزية المُكثفة، هي أبلغ تعبير عن القوة والبأس، وأبلغ صورة لمستوى الجلادة والتأهب العسكري لمواجهة ويلات الحوثي ومشروعه الفارسي، وتجاوز غدر الأيام وأمواج الخذلان والخيانة.

إنها رسالة جليّة، أن الحرية والكرامة لن تُستعاد بغير أفواه بنادق وسواعد أحرار جيش الوطن وقادته وضباطه الجمهوريين، وأن السلام مع الحوثي لن يتحقق إلا بالسلاح المُتغلب الذي يضمن إخضاع الحوثي وكسر شوكته. فالتجارب المريرة مع الحوثي تُعلمنا أن “أحجيّة السلام” لن تتم بتنازلات من طرف واحد ولا بمناورات السياسة، إنما مردّها ومعقودها في دعم الجيش وتعزيز قدراته وجاهزيته للردع دفاعا وهجوميا، تسليحا ولوجستيا وتدريبا ومعنويا، وإعادة تقييم طبيعة أداء وإدارة المعركة بكامل منظومتها وجوانبها، سياسيا وإعلاميا واقتصاديا.

حُماة أرضنا وحرّاس كرامتنا يعلموننا، كل يوم، أن راية الجمهورية اليمنية لن تُرفع مجدداً على أبواب صنعاء (باب اليمن، باب الحرية، باب عدن) وأسوارها وعلى شواهق مران ونقم وجبل ضين والقاهرة وكحلان ومراد واسبيل وعُنيبة ويلملم وبُرع وملحان، ولن تُرفرف داخل دار الرئاسة بصنعاء وتباب الصُباحة، إلا بأيدي جيش الوطن.. وأن الطير الجمهوري الشامخ الذي يتكئ على جباه وأكتاف قادة وأبطال جيشنا لن يتربع مجددا على في القصر الجمهوري في صعدة، مدينة السلام، وعلى أبوابها الأربعة (باب اليمن، باب نجران)، إلا بفضل تضحيات الأبطال ودمائهم المسكوبة على ثرى الأرض وأرواح العظماء النائمون في بطنها.

فالأرض يمنيةٌ، ملكٌ لليمنيين، وهم أهلُها وأسيادٌ فيها وعليها.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد