اليمنيون في مواجهة مع إيران بواسطة مخلبها الحوثي الذي دمر الدولة اليمنية، نحن في مواجهة إيران، لسنا طرفاً محايداً، أو باحثين عن الحقيقة، ولسنا في اجتماع طاولة بحثية أو صنع قرار لنقول تحليلات علمية تتسم بالمهنية، نحن في مواجهة معمدة بنهر من الدماء.
ومقتضيات المواجهة أن يكون خطابنا هو تجريد خصمنا من أسلحته الدعائية وإبطال نتائج مواقفه التي تعود بالنفع على مشروعه وأذرعه الطائفية، فالسخرية والتهوين والإضعاف هي سلاح للمواجهة، وليس علينا التحول لآلة دعائية لإيران ونحن نثبت قوتها ومشروعها، فهي من القوة والذكاء بحيث استطاعت التهام خمس دول عربية
ولن يكون جديداً ولا مفيداً تذكير أنفسنا بضعف المشروع العربي.
لحظات المواجهة تحتاج إلى تقوية العزائم، وفتح أبواب الأمل والعمل، ومراكمة الانتصارات وأولها سلاح الكلمة وحسن استخدامها.
لو أن حركة حماس مثلا وكل حركات التحرر في العالم قديماّ وحديثاّ توقفت عند قوة خصومها ونوعية سلاحها وتحالفاتها واستراتيجياتها العبقرية، ما تحررت أرض ولا انتصرت قضية عادلة، وليس للنصر معنى سوى أن طرفاّ ضعيفاً مجرداً من الإمكانات انتصر على خصم قوي يبدو في الأفق أنه لا يهزم (فأتى الله بنيانهم من القواعد).
إن القضايا العادلة لا تنتصر بقوة إمكاناتها لكنها تنتصر بعدالة قضيتها والصبر والمصابرة وبذل الجهد والاستطاعة والركون والاعتماد على الله فهو مستفرد بالنصر
(وما النصر إلا من عند الله).