إلى الشامتين بمرض الشيخ الزنداني: من قال لكم إن الشيخ عبد المجيد الزنداني لا يمرض حتى تشمتون بمرضه، ومن قال لكم إنه من الخالدين حتى تتوقعون موته.
لقد تتبعت مثل هذه النوعيات من البشر فوجدتهم هم الذين يدافعون على كل زنديق يطعن بالإسلام ويترحمون على كل ملحد. هم أنفسهم الذين دافعوا عن شحرور وترحموا على الكاتبة المصرية الملحدة نوال السعداوي.
قلنا لهم حينها إنها لا تعترف بجنة ولا بنار، قالوا نسأل الله أن يدخلها الجنة، قلنا لهم إنها كرست حياتها لمحاربة دين الله والدفاع عن كل مرتد، وقالت إنها لا تخاف من نار الآخرة منذ حررتها أمها! فقالوا الجنة والنار بيد الله لا بأيديكم؟
والآن هم أنفسهم الذين ينالون من الشيخ الداعية عبد المجيد الزنداني وهو على فراش المرض والآخرة له أقرب من الدنيا، هم أنفسهم من يبشرون الشيخ الزنداني بنار جهنم!
يترحمون على الملحد ويدعون على مؤلف (كتاب التوحيد) بأن يكون مصيره النار؟
أيها الجاهلون: إن التاريخ عندما سيدون أحداث وأخبار اليمن في النصف الثاني من القرن العشرين والربع الأول من القرن الواحد والعشرين، فإنه لا يستطيع بأي حال من الأحوال تجاوز اسم (عبد المجيد الزنداني)، فعندما سيتكلم عن استشهاد المناضل أحمد الكبسي بمنطقة وعلان في 1 يناير 1964م، فلن يتجاوز الشيخ عبد المجيد الزنداني فقد كان قريباً منه، وعندما سيتحدث عن استشهاد أبو الأحرار محمد محمود الزبيري في منطقة برط في 1 أبريل 1965م، فلن يستطيع تجاوز الشيخ الزنداني الذي كان على بعد أمتار منه، العديد من علماء الغرب من الذين اعتنقوا الإسلام عندما يسردون قصص إسلامهم فإنهم يقولون إن هدايتهم للإسلام كانت بعد مشيئته على يد الشيخ الزنداني.
حياة الشيخ الزنداني حياة حافلة بالعطاء في مجال الدعوة إلى الله، خاض غمار الدعوة وخاصة في مجال (الإعجاز العلمي في القرآن والسُنة) وبرع فيه وحقق نجاحا كبيرا، كما خاض الشيخ الزنداني غمار السياسة ولم يكن بنفس براعته في مجال الدعوة، وفي معترك السياسة تعرض للتشهير والتشويه والافتراء وعند الله تجتمع الخصوم، وفي الأخير هو لم يخرج عن الصفة البشرية (يخطئ ويصيب).
نسأل الله أن يحسن خاتمته ويجزيه خيرا على ما قدمه في خدمة الإسلام، وفي الأخير نقول للشامتين: لقد توفي الإمام البخاري صاحب كتاب (صحيح البخاري) على جانب الطريق وبجانبه رفيقه وكذلك دابته وعليها كتبه، مات ليلة عيد الفطر عام 256هجرية، مات وهو مطرودا من بخاري وسمرقند ونيسابور، وكان كل ما نزل بمدينة أو بقرية أتاه الأمر من الحاكم بضرورة المغادرة وتسليط الغوغاء عليه، مات وهو مطرود من مدينة وأخرى وثالثة وقد تجاوز عمره 62 سنة.
واليوم وبعد أكثر من ألف ومائتي سنة، يجهل الناس أسماء حكام نيسابور وبخاري وسمرقند ... لكن الجميع يعرف من هو الإمام البخاري …