شهادة لله ثم للتاريخ، قبل سقوط صنعاء، عندما كان كثير من الساسة والنخب يرحب بالحوثي لدخول صنعاء، كان الشيخ الزنداني، رحمه الله، بأبنائه ومرافقيه وطلابه يدافعون عن صنعاء بأنفسهم، ويقاتلون ويجابهون بالسلاح مليشيات الظلام لعدة أيام.
وكان ذلك في محيط شارع الثلاثين وجامعة الإيمان، وسقط كثير من طلابه ومرافقيه شهداء، وقصفت جامعته بالطيران والمدافع والصواريخ حتى أصيبت غرفته الخاصة بالقصف.
وبسقوط هذه المقاومة وأخواتها في صنعاء، وفي ظل خيانة وترحيب تحالف الحقد مع الإمامة وترسانتهم، سقطت صنعاء في يد الكهنوت، واقتحم بيت الزنداني، ونهبت ممتلكاته، وتنقل الزنداني، مطاردا من الكهنوت، ومن وراءه، حتى أستقر في تعز، وشارك بمرافقيه في مقاومة تعز، حتى تم استضافته في المملكة العربية السعودية لظروف خاصة من مرض، وغيره.
ولن أتكلم عن دور الزنداني، في ثورة 26 سبتمبر وتحرير اليمن من الإمامة، فهذا يحتاج له تدوينا لا يتسع له المقام، وأما كلمته العارضة في "الخمس"، والتي أخالفه فيها، فهي كلمة كانت ضمن سياق تلقي العلماء للموروث الفقهي الدخيل على أهل السنة والذي ردده كثير من الفقهاء ودونوه في كتبهم.
والشيخ ليس بدعا من العلماء في التأثر بهذا الموروث الدخيل، وهي خطأ مغمور في بحور جهاده ووطنيته وعلمه وفضله، ثم يأتي من يزعم أن الزنداني، كان مع الإمامة، سبحانك هذا بهتان عظيم.