;
أحمد ناصر حميدان
أحمد ناصر حميدان

الوجه القبيح في المؤامرة 574

2024-04-28 01:26:30

مع الأسف نحن نعيش في أسوأ عصور التآمر الفج والمفضوح، دون حياء ولا خجل، ما يدل أننا في حالة توحش للاحتكار الاقتصادي والعسكري والسياسي، فمن يملك القوة اليوم لا يستحي في إعلان استراتيجية وأهداف وخطوات تنفيذ مؤامرته علنا، وبسخرية من الدول المستهدفة وفي تحدي مع شعوبها، ما نراه اليوم شيئا لم يكن مقبولا فيما مضى، ويندرج في بند الخيانة الوطنية في دساتير الأمم والبلدان.

الملاحظ أن المؤامرة تجرد البلدان من السيادة، وتعيق ترسيخ فكرة الدولة المحترمة، وتعيد توظيف السلطة لصالحها، كل الدول التي تمكن الغرب من التدخل في شؤونها أصبحت اليوم دون سيادة ولا إرادة، وتم إعادة تموضع أدواتها على سلطة تلك الدولة، من الأدوات الوظيفية المعدة للمؤامرة، وتم إزاحة كل من يرفض التوظيف، بعد أن فتحت السجون السرية، وجهزت مبررات لتلك السجون، ومن استطاع أن يهاجر فقد نفذ بجلده، أو يتم تصفيته بدم بارد، فمعظم تلك البلدان ومنها بلدنا اليمن للأسف يحكمها جماعات لا قرار لها ولا قدرة على اتخاذ موقف شجاع يوقف التدخل الخارجي والعبث القائم بالسلطة والثروة.

من كان يصرخ بوعي أو دون وعي ويعتبر ما حدث في الجنوب اليمني هو تدميرا لمؤسسات الدولة، اليوم هم أدوات لاستمرار هذا التدمير، بعضهم يتربع سلطة ونفوذ عسكري وسياسي وقبلي، لكنه مجرد موظف ينفذ المخطط.

shape3

عن أي دولة نتحدث اليوم في اليمن، كان في صنعاء أو في عدن، دولة مفضوحة وعورتها مكشوفة للعالم، وسيادتها منتهكة، وصارت اليمن حلبة للعب الكبار، بأدوات رثة وحقيرة، والمواطن المسكين يدفع الثمن، وننتظر منه أن ينتفض ليقلب الطاولة على هذا التآمر، ننتظر أن يصحوا البعض من الارتهان للقوى المتصارعة، التي تتخذ من الماضي ومخالفات الفتنة الاستعمارية مبرراتها للصراع، ننتظر أن يصحوا من الانقسام الذي أفقد المجتمع تماسكه ووحدته وقوته، وتحول جزءا منه لمجرد رعاع يهتفون للراعي وكلبه، دون أن يدركوا من خلف هذا الراعي وهذا الكلب.

من سخريات التآمر أن تتحول كل كشوفات القوى العاملة كانت عسكرية امنيه مدنية، للمصارف الخاصة والبنوك، ويتم ضرب آخر مسمار في نعش الدولة، بتدمير البريد العام، خطورة ذلك في التالي

1ـ إن كشوفات القوى العاملة عسكرية أمنيه سياسية اقتصادية في متناول الجميع يمكن أن تصل للاستخبارات الأعداء، وهذه خيانة وطنية يسجلها التاريخ.

2ـ تتشكل قوى اقتصادية من مناطق وقبائل على حساب اقتصاد الدولة، لنصل إلى أن تكون تلك القوة هي الدولة، من يملك المال يملك الإعلام ويملك النفوذ السياسي والعسكري.

3ـ جر البلد بعيدا عن فكرة الدولة المحترمة وشكلها المعروف، تدمير مؤسساتها لصالح مؤسسات القبيلة والمنطقة، والتقاسم للوظيفة، وقتل الكفاءة والاقتدار، ليكن البلد مجرد أدوات تديرها استخبارات.

لم يعد الأمل في تغيير يصنعه لنا الخارج، ولا في حوار يتم على طاولة يديرها الخارج، ولا في تقاسم يشرف عليه الخارج، الأمل في هذا الشعب وتلك الجماهير التي خرجت تبحث عن كرامة وحرية ودولة محترمة، وهي اليوم تعاقب ويقدمون لها واقع كمثال سيء لكسر تطلعاتها في التغيير، وكسر مقدرتها على صناعة تحول حقيقي يلبي تطلعاتها.

سيبقى الأمل في هذا المواطن الذي يعاني، وستسقط كل الأصنام والدمى التي صنعتها لنا الاستخبارات، وستسقط معها المؤامرة وينتصر الوطن.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

ياسمين الربيع

2024-12-18 01:52:25

بيادقُ الظل..!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد