تحولت حادثة تحطم طائرة الرئيس الإيراني وضياعه ومرافقيه وفقدان أثرهم وتعذر الوصول إليهم منذ الإعلان عن ذلك إلى مادة للسخرية اللاذعة والتندر عمت وسائل التواصل الاجتماعي وإلى فرصة لتفريغ حالة الغضب والسخط من تلك الدولة التي حملت الحطب والنار وما تزال إلى كل بيت في اليمن وسوريا والعراق ولبنان.
إن حجم ما ألحrته إيران من آلام وأوجاع ومآسي بحق عدد من الشعوب العربية انعكس في طريقة تعاطي غالبية أبنائها وتفاعلهم وردة فعلهم من تلك الحادثة الأقرب إلى التراجيكوميديا .
وبعيداً عن حالة التشفي والاحتفاء المبالغ به والانشغال الزائد بحادثة ضياع الرئيس الإيراني ومرافقيه وفقدان الطائرة الخاصة به لأكثر 15 ساعة بعد سقوطها وتحطمها فإن الحادثة تدعونا كيمنيين عملت إيران على إضاعة دولتهم من خلال مليشياتها الطائفية إلى إعادة النظر في مواصلة جولات التفاوض العبثية مع تلك المليشيات والعمل على استعادة دولتنا باللغة التي تفهمها .
يلزمنا اليوم العمل بشكل مضاعف لاسترداد مكانة اليمن وإعادة الاعتبار لسمعتها الدولية بعد أن تم تشويهها والإساءة لها بفعل التدخلات الإيرانية السافرة.
مطالبون نحن اليوم أكثر من أي وقت مضى بزيادة الجهد والضغط على المليشيات الإيرانية من اجل استرجاع سيادة البلاد المنتهكة والمسلوبة والضائعة بفعل مغامراتها الطائشة فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.
لن تتوقف إيران التائهة من الاستمرار في التخبط الأعمى والتوسع النزق عبر خارطة الجغرافيا السياسية العربية إلا من خلال قطع أذرعها في المنطقة وفي مقدمتهم مليشيات الحوثي الإرهابية.
لا زالت إيران تمد مليشياتها بكل وسائل الموت وأدوات الفناء ومواد الدمار والخراب مستغلة حالة الانفلات والفراغ الدولي والفوضى في البحر الأحمر وطرق الملاحة الدولية.
وفي الوقت الذي تعجز فيه إيران بكل إمكانياتها وأجهزتها واستخباراتها وخبرائها ومسيراتها عن تحديد مكان رئيسها وتفشل في العثور على حطام طائرته في حادثة غريبة لا زال يكتنفها الكثير من الغموض وتلفها الضبابية وعدم الوضوح ترسل سفنها المحملة بالأسلحة والصواريخ والمسيرات إلى الحوثيين.
لماذا فشلت تلك المسيرات والتقنيات الإيرانية الحديثة التي دمرت اليمن وسوريا والعراق ولبنان في كشف مصير الرئيس الإيراني في وقت مبكر؟
لم تتمكن الدولة المنفوخة من معرفة وتحديد مكان رئيسها المحطم وطائرته وعدد من طاقم إدارته إلا بمساعدة المسيرة التركية أكينجي التي استطاعت تحديد بؤرتين حراريتين لموقع حطام المروحية التي كانت تقلهم.
لقد ظهرت إيران على حقيقتها وبانت عورتها وتكشفت سوءتها أكثر نتيجة لهذه الحادثة والتي أياً تكن ظروف وملابسات وقوعها فهي تؤكد كم أنها دولة هلامية لا تصلح حتى أن تكون عدواً.
من يصدق أن إيران الدولة النووية التي تقدم نفسها كامبراطورية عظمى ودولة محورية في المنطقة والتي يقال إنها أزعجت العالم وأقلقت إسرائيل وأصابت الغرب وأمريكا على وجه الخصوص بالرهاب وهزمت العرب تبدو بهذه الهشاشة والضعف وفقدان الحيلة وهي تبحث عن رئيس الدولة ورئيس الدبلوماسية فيها.
خلال الحرب على غزة كانت إيران أمام امتحان حقيقي لتثبت صدق عدائها لإسرائيل لكنها فشلت فشلاً ذريعاً وظهرت على أنها جبانة وضعيفة وخائفة ودولة وظيفية لا اقل ولا أكثر.
وجاءت حادثة الطائرة لتشكل مزيداً من التعري الإيراني والانكشاف المفضوح وتؤكد أن إيران أكذوبة كبرى وأنها ليست سوى فقاعة كبيرة وبالون منفوخ ونمر من ورق وأنها مجرد أداة أمريكية لإشعال الحرائق في المنطقة.
كما تؤكد الحادثة أن إمكانية القضاء على إيران والتخلص من شرها وأذيتها لدول المنطقة من أسهل ما يمكن فعله وأن أذرعها في تلك الدول لا قيمة لهم بدونها.
هذه إيران كما هي وكما ظهرت في الأمس بدون مخالب ولا أقنعة ولا حيلة، إيران بوضعها الطبيعي وحجمها الحقيقي، إيران المجردة من كل هالات القداسة والتضخيم الغربي، إيران المنزوعة من الهيلمان والعمائم المفخخة.