الله أكبر ولله الحمد..
في خضم المعارك المحتدمة بين مجاهدي الطوفان؛ رجال المقاومة الفلسطينية وجيش الكيان اللقيط، يحقق أبطال الطوفان نصرا نوعيا جديدا.
أسرى بيد رجال الطوفان من جنود الكيان اللقيط؛ من قلب المعركة، وفي ميدان النزال والمواجهة ...!!
صناعة البطولة لها رجالها، ولها ميادينها، ولها كبارها. صناعة البطولة تعاظم حين تكون في الأولويات، في المرتكزات، في الأساسيات، في المقدمات الضرورية التي تقود إلى النتائج الباهرة. قد تكون هناك قضية ما مهمة؛ ولكنها ليست كالأهم، وقد تمثل أمامك مسألة كبيرة ولكنها دون المسألة الأكبر.
كان المقصد الأسمى لرسالة محمد إخراج الناس من الظلمات إلى النور، ويأتي تحرير الناس من عبودية الأوثان في إطار هذا المقصد، لكن لم يكن تحطيم الأصنام في بداية العهد المكي أولوية، وإنما كانت الأولوية في صناعة التحول الإيماني الذي سيجعل من كانوا يتمسحون بها هم من يقومون بتحطيمها مستقبلا، وهو ما تم.
عندما انطلق طوفان الأقصى بدافع العقيدة، ولصون الكرامة، والذود عن العرض؛ ظهرت أصوات نشاز في التعريض بالمقاومة والنيل منها، وتتقمص ثياب النصح، وتدعو رجال الطوفان أن يحاربوا بالسنن، ويرفع آخرون عقيرتهم، يندبون، وينوحون مشككين بعويل ونحيب حول عقيدة رجال الطوفان ...!!
إنه نحيب يصب في خدمة الكيان اللقيط، وهو عويل بهدف إثارة فتنة داخلية تخدم مجانا ذلك الكيان.
غاية العجب أن تجد هذه النوعية تشكك بالمقاومة، وتجرحها وتتطاول عليها بالنقد والتشهير؛ وفي الوقت نفسه تجدها تصمت صمت المقابر أمام العدو الحقيقي، فلا تنبس بكلمة نحوه، ولا تتحدث عنه بموقف، وفوق ذلك تصطنع بطولات وهمية بعيدا عن منازلة العدو ولو بالتوعية بمخاطره.
أصحاب الغايات الكبيرة يصطفون لتحقيق الأهداف الكبيرة، ويواجهون القضايا الجسام، ويرجؤون ما دونها، مثل إرجاء أصنام مكة لحين تحقيق الهدف العاجل والأكبر.
تعيس ذلك الذي انتزع منه السيف فصمت، ثم راح يبكي ويتوسل بيد خالية من أي قوة أن يبقوا له الغمد؛ فهذا الذي وقف يدعي البكاء على السنن، ويسعى جاهدا ليسدل الستار على الفريضة، ومتى كانت المندوبات والسنن أولى من أداء الواجب والفروض؟
ما هي السُّنّة التي تقدمها تلك العقليات على الفريضة؟ وما هي السنة التي تجرؤ أن تفتي بها تلك العقليات وتقدمها على الجهاد؟
هل الصمت- في عرفهم- تجاه تدنيس الكيان اللقيط للمسجد الأقصى سنة عندهم، وأن مجاهدة ذلك الكيان الغاصب مخالف للسنن والفرائض؟
إن أُوْلى أولويات رجال الطوفان اليوم الجهاد، وهو ما ترجمه رجال الطوفان في الأرض المحتلة، مثلما هو الحال عند اليمنيين، أن أولى ألوياتهم مقاومة الفكر السلالي الضال، وهو الذي يجب أن يصطف له كل اليمنيين؛ لمقاومة ذلك المشروع الظلامي الضال، والتصدي للنزعة الاستعلائية التي تريد أن تخضع اليمن لولاية الفقيه التي يقول قائلها إن أفضل أركان الإسلام الإيمان بالولاية، التي يُحِلُونها محل الشهادتين كما في كتاب الكافي للكليني.
فأين أولى أولويات أهل اليمن؟ الإسلام أم ولاية الفقيه؟ الجمهورية أم الإمامة؟
فلله در رجال غزة في صمودهم وانتصاراتهم وعملياتهم الجهادية الرائدة، وهم ينوبون عن الأمة في أجل مواطن الرباط، وأشرف الجبهات.
ولله در تعز ورجالها الصادقين في شموخهم، وصمودهم وثباتهم الذين يتصدون بقوة لمليشيا الكهنوت، ويطلقون النداء لكل حر أبي وفِيٍّ أن انفروا بأيديكم وأموالكم، وألسنتكم إلى ميادين البطولة الحقة، والشرف المنيف.