الصراع يحتدم بين قطبي التحالف في اليمن، السعودية تحث الخطى لتصل بمفاوضات (السلام) مع الحوثي إلى النجاح الذي ترجوه لتحمل نفسها وتترك اليمن وهذا ليس خافيا على أحد، أما الإمارات تعمل على تكييف هذا المسار لصالحها بدفع أدواتها وتحت شعار معاناة الناس لابتزاز الشرعية وسحب كل السلطة منها لتصبح في يد هذه الأدوات لتتحكم بمخرجات التسوية نحو أهدافها غير المستترة.
لدى الحوثي وهم أنه وبمجرد خروج السعودية والإمارات وفض التحالف سيقوم بالسيطرة على اليمن كلها ولم يدرك بعد أن الدويلات والكانتونات التي تكونت وتم تشريعها بإعلان نقل السلطة في أبريل 2022 تملك قوى عسكرية حقيقية على الأرض ولن يتمكن الحوثي من هزيمتها والسيطرة على البلاد وبسهولة كما يظن، لهذا فنحن نقترب شيئًا فشيئًا من الحرب الأهلية بين الحوثي ومليشيات هذه الكانتونات، وهذه الحرب أخطر من حرب الثماني سنوات التي كانت نظريًا بين الشرعية والانقلاب الحوثي، لكنها هذه المرة ستكون بين هذه المليشيات والخطير في هذا الأمر أنها ستؤسس لتفتيت اليمن لكن بيد أبنائه هذه المرة.
وأمام هذا المآل المأساوي لا حل إلا قيام تيار وطني يمثل اليمن ويتمثلها للوقوف أمام هذا السيناريو الخطير جدًا ويؤسس لمسار وطني استقلالي سيادي جديد غير ذلك فإن عهد ملوك الطوائف سيكون واقعًا على الأرض وقريبًا.