;
أحمد عبد الملك المقرمي
أحمد عبد الملك المقرمي

تعز التي لم تفرط بواجبها 348

2024-06-12 03:27:38

  تعز صمدت في وجه الإعصار، الذي لم تكن سلالة الحوثي فيه غير القفاز، أو الوسيلة الظاهرة التي استُهدفت بها اليمن؛ كل اليمن.

shape3

 وهنا تقف أمام أبواب كثيرة لا يكفي أن تلج إحداها، أو تدخِل معها أخرى، وستبقى هناك أبواب، وكلها أبواب، لا داعي لولوجها، ولا الدخول فيها، وإغلاقها - اليوم - خير من فتحها، وندعها للتاريخ، أو لحين الظروف المناسبة.

  وقفت تعز في وجه الإعصار؛ وهو واجب قامت به، وفرض نهضت لأدائه، وهو أمر ليس فيه مَنّ، ولا يزهد عنه أبناؤها فخرا به.

  واجهت تعز ألوية عسكرية عدة، وساعدتها مليشيا السلالة التي دفعت بجحافلها تباعا لتحارب تعز التي كادت أن تكون محرومة من أي دعم.

  شحة إمكانات تعز سهلت للسلالة أن تفرض حصارها على تعز من كل الجهات، وأغلقت عليها كل الطرق؛ حتى لم يعد الوصول إلى مدينة تعز إلا عبر طريق جبلي وحيد مشيا على الأقدام. غير أن تعز صمدت بفضل الله، ثم بمقاومتها الباسلة، حيث توسعت المقاومة الشعبية التي كانت محصورة في أحياء قليلة من المدينة.

 لم تفرط تعز بواجبها، ولن تفرط بإذن الله، وعلى محبيها أن يطمئنوا، ثقة بالله، واعتدادا بصدق أبنائها، وما ضر تعز يوما سبّ غِرٍّ هنا، أو لمز زنبيل.

  لم ينسحب الحوثي من داخل المدينة طواعية ولاخرج من ثعبات والدمغة وحسنات منّاً، ولا غادر سفح جبل جرة أو صبر.. وغير ذلك تكرمة، وهو يعلم قبل غيره ماذا كان مصير كتيبة الموت أو الحسين أو حنشان الظمأ.. أو غير ذلك.

  ويعلم الحوثي، والقاصي والداني، وحتى الزنابيل أن الطريق الرئيس من الجهة الجنوبية الغربية لتعز التي كان الحوثي قد سيطر عليها، إنما طرد منها طردا بكفاح مر، وجهاد مستميت.

  نعم، استمات الحوثي في إبقاء السيطرة على مداخل تعز الأخرى، كما استمات المجتمع الدولي في عدم إعارة حصار تعز أي اهتمام، وهو أمر تثبته الإحاطات الشهرية التي كان يقدمها مبعوثو الأمين العام للأمم المتحدة- الذين تعاقبوا- حيث كانت إحاطاتهم لا تتطرق لتعز، أو لحصارها ولا بنسبة واحد من كل عشر إحاطات.

  إن حصار تعز كان يمثل الحوثي فيه الوسيلة الظاهرة، ومثله مثل حصار البنك المركزي الذي حيل بينه وبين صدور القرارات التي صدرت مؤخرا.

  لم يعد حصار تعز - بعد فتح وتأهيل طريق المخا تعز- بقدر الضرر الذي كان في البداية، وإن بقي الضرر كبيرا في صعوبة تنقل المواطنين، وهناك ضرر قانوني، وإنساني وقع فيه المجتمع الدولي الذي انكشف قصوره، إذا لم أقل تواطؤه مع السلالة، كما يرتد الضرر أيضا على السلالة، التي بدت عديمة القيم والأخلاق.

  كانت تعز حاضرة، و لاتزال في ميدان الصمود، وكانت دوما ترفع صوتها عاليا من أجل رفع الحصار، دون استكانة، لكن أطراف التواطؤ كانت تخذل كل جهد، وللمتابع أن يتأمل في مشاورات ستوكهولم، وكيف غَيّبت تعز، وأحالت موضوع طرقها إلى المجهول تحت عبارة: (إقامة تفاهمات) بين الطرفين...!!

  واليوم، وبعد تسع سنوات تقريبا تمتثل جماعة الحوثي لمطالب تعز بفتح الطرق، التي كانت السلالة هي من أغلقتها. نأمل أن تكون صادقة فيما امتثلت له، والطرق حق إنساني لا يمتلكه، ولا يتملكه أحد، ومن يفعل، فهو عند الناس قاطع طريق...!!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

ياسمين الربيع

2024-12-18 01:52:25

بيادقُ الظل..!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد