في لقاء ما يسمى لجنة التشاور والمصالحة؛ الذي يرأسها انفصالي، وبحضور وحدويين قديمين صامتين، يكتمون إيمانهم بالوحدة كما يبدو، قال عيدروس الزبيدي في كلمته إنه يدعم بشكل مطلق إجراءات نقل المؤسسات إلى عدن، ومن ذلك البنوك؛ لكن عيدروس، لا يتحمس لشيء ويدعمه بشكل مطلق، إلا عندما يقدر أنه لمصلحة مشروع الانفصال البائس.
وتحدث عيدروس إلى اللجنة باعتباره عضو مجلس القيادة الرئاسي، للجمهورية اليمنية، ولكنه أكد على التمسك بحق تقرير المصير للجنوب!
ونعلم إن مشروع الانفصال والوحدة لا يقرر مصيرها، في حالة مثل اليمن، إلا الشعب اليمني قاطبة.
ما يزال الانفصاليون مسيطرين على العاصمة عدن بدعم وترتيب من التحالف؛ والرئاسة والحكومة، تحت رحمة الانفصاليين، ولا يخرج عن إرادتهم أحد في عدن!
وأقول: نسعد بعدن الحبيبة عاصمة دائمة لليمن، ونتشرف بقائد وطني من الجنوب، يقود اليمن كلها؛ دون تحيز أو تمييز، أو تبعية.
وكان يفترض أن تكون عدن عاصمة ومنطلقاً لتحرير صنعاء، ولكنهم يتوقفون بعمليات "التحرير" دائما عند أطراف التشطير السابقة! ومشروع التشطير معلن عند الانفصالين؛ وله أولوية على ما عداه؛ عند من لا يروق له إلا أن يكون اليمن مقسماً ومشطراً وضعيفاً ومنتَهكاً، وهذه الحكاية لوحدها حكاية مؤسفة وموجعة وقديمة!
سنكون مع إجراءات نقل جميع المؤسسات إلى عدن في حالة إن يتم ذلك من أجل اليمن كلها، الآن وفي المستقبل.
أما إذا كان الحماس والدعم بمضمون شطري، وغايات انفصالية فالأمر مختلف!
وسؤال للمعنيين بالقرارات: ما هي رؤيتكم وما هي ضماناتكم وترتيباتكم، بحيث أن هذه القرارات تتم لمصلحة اليمن، كل اليمن، وليس لغايات وترتيبات تشطيرية إنفصالية، وبحيث لا يأتي يوم ويتم طردكم من عدن، مثل من سبقكم، إذا تقرر أن مهامكم قد أُستُنفِدت وأن أدواركم قد انتهت!
وأي قرارات تُتخَذ ضد الحوثي، يجب مراعاة أنها لا تخدم مشروع الانفصال المدعوم من الخارج، وإنما تخدم مصلحة اليمن، كل اليمن، الآن وفي المستقبل.
وما نزال نتذكر الحديث المسرب لأحد المسؤولين السابقين الكبار وهو يقول: إنه وضع لهم خطة بالسيطرة على كل مفاصل السلطة وعلى كل أرض الجنوب، في ظل الدولة اليمنية الحالية، حتى تحين فرصة الإنفصال؛ وكان المسؤول محسوب على الشرعية، وليس من الانتقالي!
وكم هي القرارات التي تمت في كل مجال في إطار تمكين الإنفصاليين، منذ تعيين مجلس القيادة الرئاسي من قبل التحالف!
ولا يستطيع الآن رئيس الحكومة أو رئيس مجلس القيادة أو أياً من أعضاء هيئة التشاور والمصالحة، إن يعلن من داخل عدن، أنه متمسك بوحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه!
لا يستطيعون حتى ولو كانوا خارج عدن!
والبعض إذا قيل لهم أيدوا وصفقوا لأي شيء، قاموا بالواجب بحماس، لكنهم يلوذون بالصمت عندما تحاك المخططات، وتُنفَّذ علانيةً، أمام أعينهم، ضد وحدة بلدهم واستقلاله وسلامة أراضيه.