تهديد عبد الملك الحوثي للمملكة العربية السعودية واستهداف مطاراتها وموانئها نهج عبثي منفلت ويكشف عن عدة أمور أهمها:
- النهج الخاطئ للتحالف الذي أفرغ التدخل العسكري بقيادة السعودية من مضمونه الأخوي والأخلاقي ومن قيمته الإستراتيجية.
- الأثر البالغ الذي أحدثته قرارات الحكومة الشرعية الأخيرة بشأن البنوك وشركات الاتصالات والتي تعد بإجراءات أخرى تخصم من المكاسب السلطوية التي حصل عليها الحوثيون.
- إدراك هذه الجماعة الانقلابية الطائفية أن ما حصلت عليه من مكاسب طيلة السنوات الماضية كان سببه الأساسي هو التواطؤ الإقليمي ثم الابتزاز الذي مورس فيما بعد على المملكة بتأثير من إيران وأمريكا.
- حرص الحوثيين على تصفير مكاسب السعودية من التقارب مع الحوثيين والتفاهمات مع طهران مما يبقي الرياض تحت وطأة الاحتمالات السيئة بتجدد هجمات بحيص وبقيق .
- حرص الحوثيين على إبقاء الرياض طرفاً في الحرب مما يمنح هذه الجماعة الانقلابية فرصة الاستمرار في التصرف كطرف "وطني" يواجه "عدواناً خارجياً" وليس الشعب اليمني.
وعليه فإن التصرف المناسب هو أن تواصل السعودية دعم السلطة الشرعية بإخلاص وتتوقف عن تحطيم هذه السلطة وتعمل على تمكينها مما حرمت منه طيلة السنوات الماضية والمتمثل في استغلال الموارد الوطنية وتأمين القدرة الكافية للدفاع عنها.
هذا الأمر يجب أن يسبقه إعلان موثق من جانب السعودية يودع في الأمم المتحدة ويقضي بإنهاء حالة التدخل العسكري في اليمن بناء طلب من الحكومة الشرعية والاستناد إلى الإجماع الدولي حول السلطة الشرعية وضرورة دعمها وفقا لما تنص عليه قرارات مجلس الأمن الدولي وبالأخص القرار رقم 2216.