أخرجت جماعة الحوثي أمس في ميدان السبعين، الحجم المعتاد من حصتها الجماهيرية المشحونة طائفيا والمسلوبة معيشياً والمقهورة إدارياً، لاستعراض قوة التأييد الشعبي لسلطتها، وتسويق وهم التفويض لمواجهة “العالم الشرير”.
لكن دعوني ألفت عنايتكم إلى نقاط الضعف القاتلة، التي كشفت عنها حشود أمس الجمعة في ميدان السبعين، وأول نقاط الضعف هذه:
- إن الحشود لم يحركها الشعور بالقوة، بل حركتها المخاوف من التأثيرات الكارثية للقرارات السيادية للبنك المركزي اليمني على الاقتصاد شبه المستقل لجماعة الحوثي.
- إن الجماعة تقف على حافة فقدان المكاسب التي منحت لها بتأثير الضغط الأمريكي والتواطؤ الدولي الأيديولوجي الذي ضمن حصول هذه الجماعة الطائفية على مكاسب استراتيجية سياسية واقتصادية فيما وصف بأنه نتيجة معاكسة لقوة الضغط العسكري التي مثلتها الشرعية وحلفاؤها خلال حرب السنوات الماضية.
- هذه الحشود تمثل أول تحرك يكشف عن قوة الأوراق السيادية التي تمتلكها السلطة الشرعية وداعموها.
- إن السياق الإقليمي والدولي غير جاهز كما السنوات السابقة للتصفيق ولتبرير اشتباك عسكري عابر للحدود مع الجارة السعودية مما سيجعله أعجز عن تحمل تبعات هذا الاشتباك وكارثيه.
وعليه سيكون من الكارثي التفريط بالأوراق السيادية بذريعة المضي في خارطة الطريق التي يبدو أنها تعزز من فرص الحوثيين للوصول إلى أهدافهم بعيدا عن التأثير المفترض لنتائج الحرب والمركز الدستوري والقانوني للسلطة الشرعية.