سيكتب التاريخ أن “المغامرين” الحوثيين قصفوا حاملة الطائرات الأمريكية “إيزنهاور” عندما كانت ترابط في مياه البحر الأحمر لخوض أكبر مواجهة بحرية بعد الحرب العالمية الثانية.
الحوثيون أصابوا أيضاً مدمرتين، مما أجبر الأسطول الأمريكي على الانسحاب من البحر الأحمر.
وخلال عشرة أشهر وضع الحوثيون أم الرشراش (إيلات) تحت مرمى صواريخهم البالستية والمجنحة وطائراتهم المسيرة المطورة، ونفذوا أول هجوم بهذا النوع من الطائرات على شقة في أحد بنايات تل أبيب مما أدى إلى تحطم نوافذ غرفة الجلوس والتسبب في مقتل مستوطن صادف وجوده في الغرفة.
وسيسجل التاريخ أنهم أول من نفذ هجمات دقيقة بصواريخ عمياء على أهداف متحركة في البحر الأحمر وخليج عدن، وبحر العرب والمحيط الهندي وعطلوا حركة الملاحة البحرية دون أن يتسبب ذلك في ارتفاع أسعار النفط أو أسعار السلع الغذائية عدا رسوم التأمين المفروض على السفن المتجهة إلى اليمن.
وعلى استحياء سيسجل التاريخ معلومة يتيمة عن مجموعة “إرهابية” هاجمت بزورق مفخخ المدمرة النووية الأحدث في البحرية الأمريكية (يو أس أس كول) في مدينة عدن، ما اضطر قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) لتنفيذ إنزال مفاجئ على مطار عدن واحتلاله، بينما كان الرئيس الأسبق على عبد الله صالح في القصر الرئاسي على بعد 5كم تقريبا من المطار.
ذلك الهجوم فتح صفحة جديدة من العلاقات الأمنية بين نظام صالح والولايات المتحدة وتنامى التخادم الأمريكي الإيراني الذي سرع في البناء التنظيمي والعسكري لحركة الإحياء الزيدية التي سرعان ما تحولت إلى الشباب المؤمن ثم أنصار الله الأكثر شيعية.
لقد أصبح التجمع اليمني للإصلاح وأعضاؤه هدفا للعقيدة الأمريكية تجاه اليمن والتي تركزت حول هدف إنهاء المسيرة الديمقراطية المتواضعة وإخراج الإسلاميين من المشهد في مقابل التمكين العسكري للتيار الشيعي المًالي لإيران بقيادة حسين الحوثي وخلفه عبد الملك الحوثي.
هل يمكن التوفيق بين كل هذه المعلومات؟ كيف لجماعة، جرى تمكينها من الدولة اليمنية ومقدراتها، كرد فعل أمريكي على تدمير أحدث مدمراتها، أن تتحول إلى مصدر تهديد للبحرية الأمريكية ومنها حاملات الطائرات والمدمرات.
الحوثيون جزء من مخطط إخضاع المنطقة لتحالف جديد تهيمن عليه الأقليات الدينية ويؤدي فيه الشيعة أكبر أدوارهم الطائفية ضد أمتنا.