;
أحمد عبد الملك المقرمي
أحمد عبد الملك المقرمي

استشهاد الرجل الأمة 342

2024-07-31 23:22:06

  وحدها ميادين الجهاد تسيل فيها الدماء، وتستعصي عندها الدموع.

  الرجل الأمة: إسماعيل هنية، وكل أبناء الحركة التي ينتمي إليها كانوا يعلمون يقينا منذ أن أعطوا عهدهم أن طريقهم محفوفة بالمخاطر، وأن الموت في سبيل الله أسمى أمانيهم. ولو لم يكن هذا المصير راسخا في أذهانهم، متوقعا في أي منعطف من منعطفات حياتهم؛ لكان لهم ما يصرفهم عن مواصلة السير استشهاد من سبقهم: الشيخ أحمد ياسين، الدكتور/عبدالعزيز الرنتيسي، إسماعيل أبو شنب، يحيى عياش... وليس هنا مجال سرد أسماء من سبق ممن قضى نحبه، وأكثر من ذلك؛ من يقف في صف طويل ممن ينتظر، وممن لم يبدلوا تبديلا.

 خسة الغدر الذي يمارسه الكيان اللقيط لم يُثنِ يوما هذه الحركة عما رسمته من خط جهادي عظيم، بل إنه زادها قوة، وتماسكا، وصلابة. إنها حركة قامت على أساس فكرة تستمد قوتها من منهج، نزلت به رسالة سماوية، لا تفنى بوفاة قياداتها، أو زعاماتها، ولا تتوقف باستشهادهم واغتيالهم.

  إنها حركة تقوم على أساس فكرة سماوية، وليست فكرة عصــابة أتت من صنــاعة استعمارية، أو أنهـــــا تستمد قوتها، وأسباب بقائها من عواصم استعمارية.

shape3

  ست وسبعون سنة مضت منذ صناعة الكيان اللقيط، والذي كان يُقدِّر مع صانعيه أن يمضي جيل أو جيلان من الشعب الفلسطيني، ثم تُذعن، وتستسلم الأجيال التي تليهما. وكانت المفاجأة أنه كلما جاء جيل كان أقوى شكيمة، وأعظم بطولة، ممن؛ ومن قلب الأرض المحتلة، فيما الجِوار أصابه ــ للأسف ــ الوهن، وظن أن ثمة جبل التطبيع الذي سوف يعصمه من الماء ...!!

  تأمّل في الفارق الشاسع بين إرادتين! إرادة من قلب البأساء والمحنة، تستعصي بثبات، وتقاوم باستبسال، وآخرون هبطت بهم رخاوة المواقف، إلى مقاعد المتفرجين، وليتهم من مقاعدهم ـ حتى ـ يؤيدون بالهتافات والتصفيق، بله إن بعضهم هبط إلى موقف أذل وأخزى.

  استشهد الرجل الأمة: إسماعيل هنية، فخر الأمة وأحد حُدَاتها، وعناوينها الحقة، فلم يكن ــ فقط ــ فخر الحركة التي ينتمي إليها، ولا فخر فلسطين، وإنما كان وأصبح فخر العرب والمسلمين، وكل أحرار العالم.

  إن العالم اليوم؛ تحكمه وتتحكم فيه الشبكة الاستخباراتية، التي لا تعرف ضميرا، ولا مروءة، ولا رجولة، ناهيك عن أن تعرف مبادئ، أو قيما. ولذلك فإن الصفقات الاستخباراتية القـــذرة، وما تحكمها من مصالح أنانية، ومكاســـب دنيئة، ومنافع رخيصة؛ تتخادم في دهاليز تلك المواخير القذرة، حيث يغيب الإنســان، ويحضر الشيـطان، وتُنَحَّى المبادئ، وتُقَدّم المؤامرات؛ وفق صفقات المنافع المتبادلة.

  لقد خسرت الأمة، قائدا من قيادات صنع المواقف، وصناعة الحدث، وممن أذاقوا الكيان اللقيط مرارات الهزائم، في كل المواجهات، حتى كانوا هم الأقوى، والأعـظم في كل معركة، وفي كل مواجهة، وطوفان الأقصى يشهد بذلك.

  رحم الله الرجل الأمة: إسماعيل هنية رحمة الأبرار، وأخلف عل الأمة كل الأمة به خيرا، ولا نامت أعين الجبناء.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

ياسمين الربيع

2024-12-18 01:52:25

بيادقُ الظل..!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد