لم يكن إسماعيل هنية مجرد قائد سياسي لأكبر حركات التحرر والمقاومة في العصر الحديث فحسب بل كان قائدا عابراً لكل حدود الجغرافيا وشخصية عامرة لكل محطات النضال والكفاح في وجه آخر احتلال في المنطقة.
ولان القضية الفلسطينية قضية بحجم الأمة كلها فقد كان الشهيد القائد إسماعيل هنية بذات الحجم رجل بأمة وهو ما تجلى في مراسيم دفنه ومواكب التوديع والتشييع له في العالم العربي والإسلامي.
لا تحتاج القضايا الكبرى لشيء بعد عدالتها كحاجتها لرافعات تكون بحجمها وعند مستواها وقد كان القائد الكبير الشهيد هنية بمستوى القضية الفلسطينية وبحجم قامتها وقيمتها وعلى مقاساتها الواسعة.
ولإن الأمم لا تُخلق كما يقال إلا من مصائبها ولا تحيا إلا عند موتها ولا تصنع زعماءها إلا الشدائد فقد كان نصيب أبا العبد من تلك المصائب والشدائد ما يجعل منه زعيماً لا يتكرر وقائداً لا يستنسخ أبدا.
سيبقى هنية خالدا ما بقيت القضية الفلسطينية وسيظل صوته الرافض للاعتراف بالكيان المحتل كابوساً يؤرق المحتلين وصفارة إنذار وجهاز استشعار مبكر لكل من يحاول التعايش مع هذا الكيان اللقيط في المنطقة.
لقد أخطأت إسرائيل الحسابات حين اعتقدت أن باغتياله يمكنها التخلص منه أو إزاحته من المشهد ذلك أن الشهيد القائد إسماعيل هنية وإن رحل جسداً سيظل فكرة عصية على النسيان ومشروعاً غير قابل للتجاوز او المساومة ولن تسقط بموته وغيابه الراية.
وباعتباره أحد العقول المدبرة لعملية طوفان الأقصى فسوف يصل أثره وتأثيره إلى كل بقعة يصلها أثر الطوفان وتأثيراته في المنطقة والعالم ولا يمكن لأحد أن يتناول القضية الفلسطينية دون أن يأتي على ذكر هنية كأحد أبرز صناع التحولات التاريخية في مساراتها المختلفة ومحطات نضالها المتعددة.