;
مجدي محروس
مجدي محروس

حرب الأيادي المتطاولة والأذرع القصيرة 212

2024-08-07 00:50:42

تغامر إسرائيل بمستقبل المنطقة كلها من خلال عملياتها العدوانية العابرة للحدود وكذلك تفعل إيران الشيء نفسه منذ زمن بعيد حيث تغامر بمستقبل دول عدة كاليمن والعراق ولبنان وسوريا بعد أن أغرقتها في أتون صراعات وحروب طائفية وعبثت بماضيها وحاضرها وحضاراتها العريقة.

تفعل إسرائيل تلك المغامرات المتهورة وهي تسند ظهرها بشكل كبير على القوة الأمريكية الغاشمة والمتغطرسة وقبل ذلك تستند على الضعف العربي المخزي والمثير للتعاطف والشفقة.

shape3

ستذهب إسرائيل إلى أطراف الدنيا وستطال يدها المتمثلة في جهاز الموساد كل من يهدد مشروعها الصهيوني وكالعادة ستكون إيران هي المرشد والدليل لها في الطريق إلى تنفيذ تلك المهمة.

قبل أن يذهب نتنياهو إلى الكونجرس الأمريكي أهدته المليشيات الحوثية الإيرانية فرصة لترميم صورته المهشمة بفعل الهزائم التي منيت بها قواته في غزة والفشل الذريع له في تحقيق أي من أهداف الحرب المعلنة هناك.

وبعد أن وفرت له المليشيات الحوثية المبرر لقصف اليمن وانتهاك سيادتها منحته وقتاً طويلاً لالتقاط الصور وإيصال رسالته عبر أعمدة الدخان وألسنة اللهب المشتعلة في خزانات الوقود والتي استمرت أكثر من سبع ليال وثمانية أيام حسوما.

ولم يكن استمرار اشتعال النيران في خزانات الوقود كما ذهب البعض بسبب عجز الحوثيين وعدم قدرتهم على إخمادها وإطفائها وإنما كان في إطار التخادم بين الأيادي المتطاولة والأذرع الإيرانية القصيرة إلا العرب.

منتشياً ومزهواً بما حققه من ردع في الشرق الأوسط دخل نتنياهو قاعة الكونجرس الأمريكي وهو يتباهى بإحراز انتصار معنوي لشركائه في الجريمة وذلك من خلال استهدافه لإيران في اليمن بعشرات الغارات الجوية عبر أسراب من الطائرات التي لم تستهدف سوى المدنيين والعاملين في الميناء وبعضا من المؤسسات المدنية والخدمية ولم تستهدف أياً من قيادات أو مقاتلي الحوثيين.

واحتفاءً بتلك الضربة الإسرائيلية على ميناء الحديدة والتي سميت بعملية اليد الطولى بالإضافة إلى جرائم الإبادة الجماعية في غزة لم تتوقف الأيادي المشرعة لتلك الجرائم في الكونجرس الأمريكي للحظة واحدة عن التصفيق لمجرم الحرب نتنياهو.

وعلى وقع الاحتفاء المبالغ فيه والتصفيق الهستيري الذي حظي به خلال إلقاء خطابه الرابع في الكونجرس عاد نتنياهو من واشنطن بضوء اخضر لتنفيذ مرحلة جديدة من الجرائم الجريئة وفي مقدمتها تصفية القائد الكبير إسماعيل هنية ولم يكن من قبيل الصدفة أن تكون إيران هي المكان المناسب لتنفيذ العملية.

تساؤلات كثيرة يطرحها اغتيال القائد إسماعيل هنية في قلب إيران من أبرزها هل كان التحاق إيران وأذرعها بعملية طوفان الأقصى بهدف إسناد المقاومة الفلسطينية أم لتخفيف الضغط على إسرائيل.

وللإجابة على سؤال كهذا نحتاج فعلا إلى دراسة طبيعة وحقيقة الصراع القائم بين إسرائيكا وبين إيران وأذرعها في المنطقة.

وهناك شواهد كثيرة تعزز الذهاب نحو قناعة تامة أن الصراع القائم والحرب المحتدمة بين الأيادي المتطاولة والأدرع القصيرة هي مجرد حرب تهديدات كلامية في المقام الأول.

وحتى لا نبالغ كثيراً في الموقف من إيران وأذرعها ودورهم في إسناد المقاومة الفلسطينية والذي وإن كان له تأثير محدود فإن يبقى في إطار المسموح به ولا يمكن لهم تجاوزه.

حتى اللحظة لم تستوعب إسرائيل صفعة طوفان الأقصى ولا تزال تحت تأثيراتها وقد بقيت لأيام عقب العملية تشعر بالعار والحرج والإهانة حتى تدخلت إيران وأذرعها في المنطقة لإنقاذها وتخفيف ما لحق بها من إحراج وإهانة.

وبعد قفز إيران وأذرعها وتسلقهم فوق عملية الطوفان تنفست إسرائيل الصعداء وبدأت تلتقط أنفاسها وتحول هزيمتها وضعفها إلى نقاط قوة وهي تدعي أنها تواجه حرباً وجودية في سبع جبهات ذلك أنها ظلت لعقود تقدم نفسها وجيشها على أنه الجيش الذي لا يقهر فكيف يمكن لها أن تتقبل هزيمة استراتيجية من قبل ثلة من المجاهدين المحاصرين في غزة.

وخلال الأشهر الماضية من حرب الإبادة الجماعية في غزة كانت العمليات التي ينفذها الحوثيون وحزب الله والمقاومة الإسلامية في العراق مجرد عمليات الهاء للرأي العام وإشغاله عما يجري من جرائم وفظائع بحق المدنيين في القطاع وبعضها كان للتغطية عن الخسائر التي يتكبدها العدو الصهيوني في آلياته وجنوده وسمعته.

تحتشد الولايات المتحدة بكامل قواتها الجوية والبرية والبحرية وترسل إلى المنطقة المدمرات والسفن وحاملات الطائرات كل ذلك بهدف إطالة أظافر ومخالب إسرائيل ولتضخيم أذرع إيران في المنطقة.

ولو أرادت استهداف إيران وقياداتها ووكلائها فأنها لن تخطئهم أبداً ولن تحتاج إلى كل هذا الاحتشاد والاستعراض للقوة في المنطقة وعملية اغتيال القائد إسماعيل هنية وفؤاد شكر دليل كاف على ذلك.

وإذا صحت التسريبات بخصوص عرض إيران الأخير عن إمكانية إيقاف ردها حول اغتيال القائد إسماعيل هنية على أراضيها مقابل إيقاف الحرب على غزة فإن هذا يؤكد أن عملية الاغتيال تمت بموافقة إيرانية وأن طهران غير بريئة من دم هنية فهي وإن لم تكن متواطئة فإنها شريكة في الجريمة.

وفي حال وافقت إسرائيل على العرض الإيراني وقبلت هذه المقايضة فستكون هذه الصفقة بمثابة إعادة الاعتبار لإيران المستباحة والمهانة والمخترقة على حساب دم الشهيد القائد إسماعيل هنية.

وأهم من لا يزال يعتقد أن إيران ومليشياتها محور للمقاومة فهي تؤكد كل لحظة أنها مجرد دولة وظيفية وأنها رأس محور المقاولة لتدمير المنطقة العربية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد